موت المرائي

أحمد برقاوي| شاعر وأكاديمي فلسفي
‏‫المرائي العائش متنكراً زمنا طويلاً
بقصائد الحزن المازوشي مات
قتلته أحقاده
أحقاده لم تعد تصبر على التخفي
وأعادته إلى الحياة عارياً
طل من بين الخراب بوجه الحقيقي
المرائي المسكين لم يعد مرائياً
لأن الحياة أجبرته على الخيار
بين الرذيلة القارة في نفسه
والفضيلة التي تلبس رداء القول
مات المرائي وماتت معه الفضيلة
المستعارة من إله المحبة دجلاً
نفساً كهفية مزخرفة
براية حمراء تنز لؤماً كان
ويرتدي زي الحمالين في الأسواق
كي يبدو من أحفاد لينين
روح جرداء دافعت يوماً عن الأخضر
بقصائد يأس كاذبة متصنعة آخات الألم
نفس فجعانة لأوساخ الحياة
المرائي كَره احتجاجاً على القبح المتسربل به
بمازوشية تستمتع بالذل.
مات المرائي
وراح ،فرحاً بالدمار، يرقص رقص القرود
شامتاً بدم الأطفال المراق في أزقة الفقراء
ويصفق للرسن الذي يتدلى من عنق طاغية أنوك.
دودة سعيدة بجثة الوطن
وبأشلاء أحرار الحياة الذين
أزهرروا البلاد بالوجود الأصيل.
هو التحت في هذا العصر
يعقد دبكات الحقد الأسود
احتفالاً بالدمار الذي ينشره إله الموت
خريف حاقد على الربيع
استل خنجره المسموم لطعن النرجس والسوسن
والياسمين
الذي انتظم روابي البلاد وسهولها
لم يعش يوماً حالماً بأحلام باخوس
ولا دهُش بجسد فينوس الصاعق.
عجز قاتل
وجمجمة محشوة بسم الأفاعي
وكف بأصبع واحدة ترتفع لقول النعم
وتجيد الضغط على الزناد
لقتل لاءات النبلاء
مات المرائي مات
قتلته الحية التي عاشت في داخله
ولم تعد تطيق صبراً على التخفي
ورمته في سلة نفايات الوجود.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
  • صمت
زر الذهاب إلى الأعلى