قلبي على المكشوف

الشاعر أشرف حشيش | فلسطين

بَوْحي يُقدّمُهُ رصيدُ مودّتي
لولا المودّةُ ما نبسْتُ بحرفِ

كنْ طيّبا، تجدِ البلاغةَ هيّأتْ
لك نفسَها ، واستسلمتْ للعزفِ

دانوا لبغضٍ ..! هل يضرُّك هاربٌ
من قوّة التعبير نحو الضعف؟!

في كل منشورٍ سأنْفقُ مُهجتي
فالحبرُ ..والكلماتُ ليستْ تكفي

فلعلّ ظمآنا يمرُّ بصفحتي
فيرى بها للهيبهِ ما يُطفي

**

الطَّيِّبُ الأخلاقِ يكسبُ دائما
باللين والإصرارِ لا بالعنفِ

يستدرجُ المعنى العميقَ لسطرِهِ
من دون تكتيكٍ وخطة زيفِ

أنا لا أبالي :مَنْ أحبَّ ومَن رمى
عن فوّهاتِ الحقدِ سوءَ الوصفِ

عن أحرفي انشقَّ الكمامُ فأزهرتْ
والعطرُ دفّاقٌ , وليس بمخفِ

يا قُدرةَ اللغة التي أثبتّها
وخبرتُها في نحوها والصرفِ.

ورفعتُها سيفا تجلّى حدُهُ
لا سيفَ في الأشعار يشبهُ سيفي

إنْ يُعْفِني زمني مِن البوحِ الذي
يحيي النفوس , فخاطري لن يُعفي

**

لم يبق في الدنيا علاجٌ ناجعٌ
غيرَ الكتابةِ فالكتابةُ تشفي

قولي انتحلْتُ أو افتتنْتُ فما الذي
يبقيكِ في شغفٍ لرشفةِ (صنفي) ؟!

هذا (الحشيش) مخدِّرٌ لكنهُ
في قلبِ (أشرفَ) قد أُعِدّ بلُطفِ

مُلَحُ القوافي فيَّ تلقى حتفَها
وأنا ألاقي في القوافيَ حتفي

حرفٌ أرقُّ من الهواءِ وطعمُهُ
كالشهدِ في الروحِ البشاشَةَ يُضفي

أغرى القلوبَ بأن تمدَّ حنينَها
فمددْتُ فوقَهُمُ بألفَيْ ضِعفِ

ما بالُها الدُّنيا أؤكد حبّّها
فرحا وتنكرُ ما لديَّ وتنفي

فكأنّها جهلتْ بأنّ جمالَها
ما كان إلا لاستراحة طرفي

**

كم خِفتِ من قلمي ، وليسَ بحبرِهِ
فِتَنٌ مُؤدلجةٌ بعقدةِ خوفِ

علنًا أنادي بالمحبة ، لم أزدْ .
ما تسمعين كما أكِنُّ بجوفي

قلبي على المكشوفِ ، كُلّي ظاهرٌ
تصفو نفوسُ الناسِ عند الكشفِ

وألينُ .. إلّا مَن يخونُ مودتي
فعلاجُ من خانوا الودادَ بحذفِ

سأفرُّ من نصفي إذا في لحظةٍ
جافى ، ويكفي أن أعيش بنصفِ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى