الفروق بين الحرَّية والتحرُّرية (الليبرالية)
د. فيصل رضوان | الولايات المتحدة الأمريكية
الفرق الرئيسي بين التحرُّرية والحرَّية هو أن الأولى تشمل القيام بأفعال تحفظ حالة التحرُّر من القيود القمعية أو السيطرة التي تفرضها السلطة على أسلوب حياة الفرد أو سلوكه أو آرائه، بينما الحرَّية هي حالة من الاستماع بامتلاك القوة أو الحق الانسانى في التصرف أو التحدث أو التفكير كما نريد.
كثيرا ما نصف شخصًا ما بأنه حر أو ليبرالي (متحرر). الحرية تحكمها معطيات ومساحات وحقوق إنسانية لكن حالة التحرر غالبًا هى حالة “رفض وتمرد ” تفرضها القيود ضد الإرادة الحرة— كحق إنسانى أساسى لا غنى عنه.
هل يمكن إعتبار الليبرالية شيئًا سلبيًا وضارًا؟
نعم. في بعض الأحيان.
يمكن إرجاع تعريف مفهوم الليبرالية السلبية والليبرالية الإيجابية إلى الفيلسوف الألماني ايمانويل كانط أواخر القرن الثامن عشر.
وصف كانط أن “الواجب” و”النية الحسنة” و”القيمة الأخلاقية” أمور حيوية يجب مراعاتها لتحديد مدى أخلاقية القيام بفعل ما. و أن البشر ، كونهم كائنات عقلانية ، يجب أن يستخدموا قدرتهم على التفكير أو التفكير العقلاني عند اتخاذ القرارات الأخلاقية.
وعادةً ما تحدث مناقشات واختلافات حول الليبرالية السلبية والإيجابية في سياق الفلسفة الاجتماعية والسياسية لكل بلد حسب طبيعة نظامه. لكنه وفي معظم الحالات، نجد أن الليبرالية السلبية أغلب مشاكلها تكمن فى “حدود” الحريات “ورفض” القيود بأنواعها، “وتجاهل” الأعراف والقيم.
وقد نتفق أن الحرية هي امتلاك الحق على فعل ما تريد بالشكل المسؤول، دون حرمان أي شخص آخر من حريته. على سبيل المثال، حرية التعبير هي الحق في التعبير عن الرأي علنًا دون وصاية أو قيد، لكن هذا لا يمتد إلى أشياء مرفوضة مثل خطاب العنف والكراهية، والتنمر، وما إلى ذلك. وكما هو الحال فى حرية التعبير عن الدين أو المعتقد وحرية الممارسة والعبادة. وفي الفلسفة والدين، ارتبطت أمور الحرية بالإرادة الحرة وغياب القيود الجائرة أو غير المبررة والإستعباد.
