على الشاعر أن يكون

عزيز فهمي | كندا

على الشاعر أن يكون
حكيما كأعمى يقود طائرة
وسيما كنجمة
تضع فستانها فوق غيمة
حفار قبور كسوء الفهم في محاكمة
كلما دفن جثة
نبتت قربها شجرة،
شرطيا في مدينة مهجورة
تعلق  سيقان عتباتها على الذكرى،
جنديا في جمهورية تعرض حدودها
لعابري السبيل
لبائعي المسافات،
طفلا يوزع الأسماء على الشوارع
يغرس خطوة على مبسم النوافذ
بصمة على أكف الأبواب
فيلعب…
عليه أن لا يرتدي كسوة الحفلات
بيضاء اللون
ثقيلة الوزن
طويلة اللسان
كي لا يُساق إلى المديح
يأخذ العطايا
ينسى القضية
قضية وجوده في الواقع
لا في القصيدة…
على الشاعر أن يكون
ما تُريده الأرض في الفجر
بسمة زهرة
أعدت رضابها للعطشى بلسما،
لمسة نسيم آت من ليلة زفافه…
ما تَعشقه الكوى بعد العصر
نسيج الحمرة على شفاه الأصيل
زيارة الفراشات
للشموع الدامعة
كي تحترق عبادة…
ما تحلم به التاء المبسوطة
في صحن الأشواق
لحافا وثيرا كعش يمامة
وأغنية على إيقاع الصمت…
على الشاعر أن لا يكون
شاعرا
كي يشعر بحال كفيه
حين تصفقان 
لمجاز كاذب في الواقع
وفي الحقيقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى