هند خوري .. علامة مضيئة في سفر المرأة الفلسطينية السياسية

محمد زحايكة | فلسطين

على ما يذكر الصاحب فإن الوزيرة والسفيرة السابقة هند خوري كانت إلى حد ما في الظل قبل أن تشغل هذه المناصب الرسمية التي كشفت عن شخصية مقدسية رائعة وهادئة لم نكن نسمع عنها الكثير قبل ذلك. ولكننا بدأنا شغوفين بمعرفة هذه المراة المسؤولة صاحبة الابتسامة المشرقة والجمال الهادئ وهي تقدم القدس وفلسطين للعالم بطريقة فيها رقي ودبلوماسية شفافة ورقيقة تعكس حقوق شعب فلسطين الشرعية الثابتة وتؤسس لنظرة مختلفة لكفاح ونضال الشعب الفلسطيني من أجل حريته واستقلاله.
وحتى يقف الصاحب على فكر هند خوري ويكتشف عالمها تمت استضافتها في إلى رؤاها السياسية فكانت صاحبة مواقف تتصف بالواقعية ومعرفة مكامن الضعف والقوة في الاستراتيجية الفلسطينية الساعية إلى كسب الرأي العام العالمي وحثه على إجبار إسرائيل على احترام الاتفاقيات الموقعة والرضوخ للحق والجنوح للسلام العادل وهي الطريقة الوحيدة الممكنة في ظل موازين القوي العالمية المختلة لصالح السياسات الإسرائيلية القائمة على القوة والغطرسة وفرض الأمر الواقع ضاربة عرض الحائط بالقوانين والمواثيق والاعراف الدولية في واقع عربي واقليمي ودولي صامت أو متواطىء أو داعم ومشارك لها في خرق كل القوانين والاتفاقيات .
ورغم قلة اللقاءات التي جمعت الصاحب مع هذه الشخصية المقدسية المميزة إلا أن الصاحب يمكنه الإشارة إلى بعض ميزاتها من حيث قبولها الانخراط في الشان العام وتحمل المسؤولية في إدارته، سواء شؤون الدبلوماسية بحرفية وكفاءة عالية أثناء عملها كسفيرة فلسطين لدى فرنسا أو من خلال دورها كوزيرة لشؤون القدس لفترة زمنية مما يؤشر على شخصية مقدامة واثقة على استعداد تام لتحمل تبعات هذه الاختيارات الصعبة في ظروف دقيقة وحساسة وخطيرة تمر بها القضية الفلسطينية وما زالت وتتضاعف فيها التحديات الجسام أمامها . فهذا القبول بإدارة مثل هذه الملفات يعني نوع من المغامرة والمقامرة بسبب حالة المد والتبجح بالقوة التي يشهدها الكيان وحالة الجزر والتراجع التي تعيشها القضية الفلسطينية التي تعاني من التشظي والتشرذم والانقسام البغيض .
والحقيقة أن الصاحب كان يشعر بنوع من الفخر بوجود مثل هذه الكفاءات والطاقات النسوية التي تخوض المعترك السياسي في أدق واصعب الظروف وتعكس هوية وانتماء المراة الفلسطينية التي تتقدم الصفوف وتأخذ مكانها في القيادة وفي الصف الأول مما يعني مزيدا من المساحة الحرة لها كي تثبت وتترجم إمكانياتها وقدراتها على شغل كافة المناصب الحساسة في جهاز السلطة والدولة مثلها مثل الرجل تماما دون زيادة أو نقصان .
هند خوري السفيرة والوزيرة نموذج ومثال للمراة التي تصدرت المشهد السياسي وأثبتت موجوديتها وقدرتها على إيصال الرسالة الفلسطينية بكل عدالتها وزخمها إلى العالم من خلال مواقع المسؤولية التي شغلتها معطية درسا فاقعا بأن المراة الفلسطينية قادرة على تبوأ اعلى المناصب والتفوق والإبداع في العمل العام بكل إخلاص وجدارة وتحمل المسؤولية وتجاوز مصاعب خاصة جسدية وحياتية بقدرة حديدية فولاذية وقهر كل عوامل التشاؤم والإحباط. لنحني هاماتنا احتراما لهذه القامات النسوية الفلسطينية التي لا بد وأن تبحر بنا ذات يوم إلى شواطئ الأمن والحرية والسلام .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى