أصحاب العقول الناقصة
محمود قشطة | أديب مصري
هؤلاء الناقصون الذين يطلقون على أنفسهم الحاج فلان والدكتور فلان والمهندس فلان والحاج فلان لا تحجج نفسك لأنك لم تذهب الى الحج ولم تراه وإذا كنت من الزائرين للحج فأنت لم تذهب لكي تشتري لقب الحاج لانك ذهبت لتمسح الذنوب والمعاصي ولتؤدي فريضة من فرائض الإسلام فلا تمنح نفسك لقب الحاج لأن عمر بن الخطاب وعمرو بن العاص وعلي بن أبي طالب وابو بكر الصديق وعثمان بن عفان كل هؤلاء الصحابه ولدوا وعاشوا ودفنوا في هذا المكان الطاهر ولم يمنح أحد منهم نفسه لقب الحاج نعم لم نقرأ في الكتب إسم الحاج عمر بن الخطاب أو الحاج أبو بكر الصديق أو الحاج عمرو بن العاص بل منحوا أنفسهم الإسم دون اللقب لأنهم يعتزون بأنفسهم أما الناقصون هم الذين يطلقون على أنفسهم ألقاب لا يستحقونها.
أيها الناقص لا تودكتر نفسك ولا تمنح نفسك لقب الدكتور لأنك لم تحصل على الدكتوراه ولم تدخل كلية الطب
أيها الناقص لا توهندس نفسك ولا تمنح نفسك لقب المهندس وأنت لم تدخل كلية الهندسة.
أيها الناقص لا تمنح نفسك لقب المستشار وانت خريج حقوق وكلنا يعرف أن خريج الحقوق يدخل هذه الكلية بأقل مجموع.
أيتها الناقصة لا تودكتري نفسك ولا تمنحي نفسك لقب الدكتورة وأنتي لم تحصلي على الدكتوراه.
ايها الناقصون اعتزوا بأنفسكم ولا تمنحوا أنفسكم القابا لا تستحقونها.
لقد امتلأ الفيس بوك بصفحات عليها الحاج فلان والدكتور فلان والدكتورة فلانه والمهندس فلان والمهندسه فلانه والمستشار فلان والمستشارة فلانه مع العلم أنك تري الطبيب الحقيقي لا يكتب علي صفحته الدكتور فلان لاعتزازه بنفسه وعدم شعوره بالنقص.
أيها الناقصون اعتزوا بأسمائكم دون منحها ألقاب ليست من حقها ولا تستحقها لأنه من غير الطبيعي أن تغضب عندما يناديك أحدهم باسمك ولم يقل لك يا أستاذ فلان لأنك لست بأستاذ فلا تغضب لأن النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – كانوا ينادونه يا محمد وعندما يمنحونه لقب فكانوا يمنحونه اللقب الرباني وهو يا رسول الله
المقال مقصود به كل الناقصين الذين يطلقون على أنفسهم ألقابا لا يستحقونها.
اعتز بنفسك واعتز باسمك لأن الناقص هو الذي يطلق على نفسه لقب ليس من حقه والناقص هو الذي يبحث عن الألقاب لكي يخفي نقصه والناقص هو الذي يغضب حين ينادونه بإسمه دون منحه اللقب الذي يريد أن يسمعه
استعيدوا أسماءكم واعتزوا بها ولا داعي أن تلجأ إلى الالتصاق بالآخرين لتكمل نقصك ولا داعي أن تعطي نفسك أكثر مما تستحق لأنك لست بأستاذ ولست بحاج ولست بمهندس ولست بدكتور ولستِ بدكتوره الألقاب زائلة ولا يبقي إلا الكلمة الطيبة والعمل الصالح ولا ينال هذه الأشياء إلا كل معتز بنفسه وباسمه الذي يناديه به المولي سبحانه وتعالى دون اللقب.