مقاطع من قصيدة: تُطِلُّ عَلَيَّ مِنَ الْغَيْمِ
خالد شوملي | فلسطين
تُطِلُّ عَلَيَّ مِنَ الْغَيْمِ
مِنْ كَفِّها يَرْشَحُ الْماءُ والشَّوْقُ يَبْرُقُ
وَالشَّمْسُ نَعْسانَةٌ خَلْفَها
وَالْأَساطيرُ حاضِرَةٌ في الْغِياب
…..
أُحَدِّثُ نَفْسي: أَأَعْرِفُها؟
رُبَّما غَيْمَةٌ تُشْبِهُ امْرَأَةً
راقَصَتْني عَلى شاطِئِ الْبَحْرِ قَبْلَ الْحَداثَةِ
ثُمَّ تَناءَتْ عَلى قارِبٍ في الضَّباب
…..
تَقولُ: هِيَ امْرَأَةٌ لا شَبيهَ لَها
دَلَّلَتْنا مَعًا ذاتَ يَوْمٍ
وَقادِمَةٌ مِنْ غُموضِ الْبَعيدِ وَمَنْفى الْقَصيدِ
وَتَسْكُنُ خَلْفَ السَّحاب
…..
أَمُدُّ يَدي نَحْوَها
كَيْ أَشُدَّ عَلى كَفِّها
فَتَطيرُ الْفَراشاتُ عَنْ كِتْفِها
وَأَدُلُّ عَلَيْها
أَقولُ: خُذيني إِلَيْكِ
فَإِنِّيَ لا أَسْتَطيعُ تَحَمُّلَ هذي الْمراثي
وَهذا الْيَباب
…..
تَقولُ: أَنا أَسْكُنُ الْغَيْمَ
وَالْغَيْمُ في سَفَرٍ مُسْتَمِرٍّ
أَطيرُ أَطيرُ وَلا هَدَفٌ لِلْمَسيرَةِ وَالطَّيَرانِ
فَلا وَطَنٌ لي سِوى سَفَري الْمُسْتَمِرِّ
مِنَ الْبِدْءِ حَتّى الْعَذاب
…..