الكتابة في زمن الاحتلال.. ندوة للمركز العربي الأمريكي للثقافة والفنون
تقرير: ناشرون فلسطينيون
نظّم المركز العربي الأميركي للثقافة والفنون مساء السبت 26 آذار/ مارس 2022 أمسية أدبية بثها مباشرة على موقعه في الفيسبوك واليوتيوب تحت عنوان: “الكتابة في زمن الاحتلال”، وشارك فيها مجموعة من الكتاب والكاتبات من فلسطين ليتحدثوا حول تجاربهم الخاصة حول هذا الموضع، وهم: الكاتب فراس حج محمد، والشاعرة والروائية عفاف خلف، والمحامي والكاتب الحيفاوي حسن عبادي، والروائي مصطفى عبد الفتاح، والروائي حسام شاهين المعتقل في سجن نفحة الصحراوي. وأدار الأمسية وقدم المتحدثين السفير الدكتور علي عجمي من مدينة ديربورن الأمريكية.
بدأت الأمسية بمقدمة وجدانية للدكتور علي عجمي متحدثا فيها عن فلسطين، ومما جاء في كلمته: “إن أي قضية حق لا بد أن تقود إلى فلسطين، وأيَّ كلام حول التعسف والظلم والاضطهاد لا بد أن يتراقص بين سطوره اسم فلسطين، هذه الأيقونة التي ترصّع جبين الكون، وليس العرب وحدهم”.
وتتابع المتحدثون الذين قدم مدير الأمسية نبذة حول إنتاجهم الأدبي والإبداعي، وكان الكاتب فراس حج محمد أول المتحدثين، فتناول في مداخلته معوقات الكتابة في زمن الاحتلال، لافتا النظر إلى ملاحقة أجهزة الاحتلال الأمنية لكل ما ينشر في فلسطين وقراءته، وإلى ما كان يقوم به الاحتلال قبل ولادة السلطة الفلسطينية من مراقبة الكتب المدرسية القادمة من الأردن، ومنع كتب محددة أو بطبعات معينة من دخول المكتبات المدرسية، فكانت توزع على المدارس مطلع كل عام دراسي قوائم بتلك الكتب.
وأما الروائية عفاف خلف فتحدثت حول تجربتها الكتابية في روايتيها “لغة الماء” و”ما تساقط”، وأشارت إلى ما تعرضت له من مضايقات وتفتيش على إثر مشاركتها في إحدى الندوات الدولية حول فلسطين، وتمرير الاحتلال رسالة تهديد مبطنة لها.
في حين تحدث الروائي مصطفى عبد الفتاح عن وضع الكتاب الخاضعين لحكم الكيان الغاصب ضمن مناطق احتلال (48)، وما يواجهونه على يد أجهزة الدولة، ومحاولتها تذويب شخصية الفلسطيني تحت مسميات بعيدة عن إعطائه وصف الفلسطيني، وبعيدا عن ذكر فلسطين. واختيار بعض الكتاب طريق السلامة فيبتعدون عن كل ما يثير حفيظة تلك الأجهزة.
وفي كلمة ألقتها الباحثة نسيم شاهين نيابة عن شقيقها الأسير حسام شاهين الذي يقضي حكما بالسجن لمدة 27 عاما، قضى منها إلى الآن ما يقرب العشرين عاما في المعتقلات. بين فيها معاناة الكتاب الفلسطينيين تحت الاحتلال داخل المعتقلات، وما قد يتعرضون له من حرمانهم من أدوات الكتابة، ومصادرة أعمالهم ومنجزاتهم الكتابية، وربما عرضتهم تلك الكتابات إلى إجراءات عقابية كالحرمان من الزيارة أو قد تسبب للأسير العزل الانفرادي أو حرماته من بعض حقوقه، إذ يرى الكاتب الأسير حسام أن “الكتابة تحت الاحتلال تعد بمثابة معركة، تتصارع فيها القوى المتناقضة، على تعميم كل طرف لروايته”.
وأشار المحامي والكاتب الحيفاوي حسن عبادي خلال كلمته إلى ما تقوم به السلطة الفلسطينية من ملاحقة للكتاب، خدمة لأسيادهم من المحتلين، وملمحاً إلى مواقف بعض الكتاب الذين يغيرون مواقفهم حسب الظروف المستجدة، واصفا هذه الظاهرة من الوطنية الزائفة بأنها “وطنيّة رفاه”.