اختطاف الضوء

الشاعرة والناقدة السورية ثناء حاج صالح / ألمانيا

 للمصابيح جَنَّ الليلُ واحْتُجِزَتْ
في حُجْرَةِ الحُلْمِ أضواءُ المصابيحِ

والشَّمْعُ صَبَّ عَصيرَ الضَّوءِ في قَدَحي
والضَّوءُ رَقْرَقَ في عيني وفي رُوحي

ما قُلْتُ في الضَّوءِ شِعْراً تَسْتَبينُ به
دَعْني أُبِينُ وَدَعْ رَمْزي وتَلْميحي

وفي الحكاياتِ ما من عاشِقٍ شَغَفاً
إلاَّ وبِالعشْقِ في أشْعارِه يُوحي

ويا مِقَصَّ جَناحِ الطَّيْرِ قُصَّ يَدِي
إذا أسِفْتُ على دَمْعِ التماسيحِ

أحْسَنْتَ يا عَتْمُ لم تسْحَبْ خُطى قَدَمِي
وما سَقَـطْتُ بثُقْب ٍ فيكَ مفتوحِ

وإن تَسَرَّبَ حِبْرٌ مِنكَ في قلَمِي
فما انزَلَقْتَ بِحِبْرٍ منه مسفوح

وكمْ جَرَحْتَ عذارى النَّخْلِ وابْتَلَعَتْ
ثُقُوبُكَ السُّودُ أقْدامَ المجاريحِ

وقد تَظَلُّ عذارى النَّخْلِ في عَزَبٍ
ولو تُزَفُّ إلى طَلْعٍ وتَلْقِيحِ

لا يَصْرِفُ الصَّبَّ عن معْشوقه جَدَلٌ
ولا أوامرُ ممنوعٍ ومسْموحِ

عُلِّقْتُ في العِشْقِ لا شمساً ولا قمَراً
ولا فراشاتِ زَهْرِ الثَّلْجِ في الرِّيحِ

حِبَّانِ في الحُلْمِ أغْواني عِناقُهُما
الضَّوءُ والضَّوءُ في عَيْنِ وتَصبيحِ

جاءَ المُصَبِّحُ كي يحْظى بِتَذْكِـرَةٍ
كي يَسْكُنَ القَلْبَ منْ بَعْدِ التَّصاريحِ

أمَّا المُلَأْلأُ والأَجْفانُ تَحْـرِسُه
فَقَدْ تَجاوَزَ إيذاني وتَصْريحي

غَلَّقْتُ أقْفالَ بابِ الحُلْمِ خلفَهُما
وكَيْفَ أَفْتَحُ؟ ما عِندِي مَفاتيحي!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى