في كلية الطب
د. أحمد جمعة | مصر
تعلّمنا كيف نسكّن وجع الصداع
لكننا لم نتعلم
كيف نقتل نمل الأفكار الباني مستعمراته
داخل عظام الجمجمة
ولا كيف نحطب غابات القلق الغبياء
تحت أظافر ليالينا الطوال
ولا كيف نحقن كراسي انتظارنا الهزازة
بالعودة في وريد سكونها،
تعلّمنا كيف نعالج ضعف البصر
لكننا لم نتعلم كيف نعالج ضعف البصيرة
ولا كيف نعالج قمر الحب الذي يأفل
في قلوبنا
ولا كيف نديم نور شمعة الروح متقدا
بعد أن يقوم الأحبّة بفعل ال (هوف)
تاركين الأسئلة مقيّدة
بفتلتها،
تعلّمنا كيف نعالج وجع القدم
لكننا لم نتعلم كيف نوقف نزيف الخطوات
والطرقات التي تتجلّط عندها الجهات
والتيه الذي زرعه
في خرائط إرادتنا الاحتياج
لم نتعلم كيف نضمد جراح المسافات
التي فتحها في أجساد راحتنا
الفراق،
تعلّمنا كيف نستأصل ورما في الكبد
لكننا لم نتعلم كيف نستأصل أورام العلاقات
التي تدس لنا السم في أيامنا
ودائما يتناولها عمرنا العطش للحنان
ولا كيف نستأصل من عمرنا
الوقت الذي أنفقناه لأناس كنّا
في عمرهم الفارغ
تسلية،
تعلّمنا كيف نعالج ضيق الصدر
لكننا لم نتعلم كيف نزيل أحجار الخيانات
التي تعيق طريق أنفاسنا
ولا كيف نغرس مكان الصبار الذي في رئاتنا
ورد المحبة
الذي ينفخ صدورنا بالسَكينة،
تعلّمنا كيف نعلّق محاليل الملح
لكنّنا لم نتعلم كيف نعوض احتياج الجسم
بالحب والقصائد
لم نتعلم كيف نضع كانيولا الموسيقى
ليمر من خلالها محلول الأغاني
أو محلول ملح دموع الفرح!