الخوف كلب ينبح في العتمة

فيروز بشير شريف | الجزائر

الفرسان الّذين تركوا سيوفهم و رماحهم تقاتل دونهم

في ساحة المعركة

عادوا إلى ديارهم خائبين

يقولون:”رائحة الموت خانقة”

المرأة الّتي كانت تطبخ كل يوم قطعة من قلبها لأطفالها

وتصبر لأجلهم للجوع

تمضغ الآن خيباتها في دار للعجزة

تقول:”نكران الذّات خطيئة.”

 

السّتينيّ الّذي اختار أن يموت ، ليعيش ابنه

ندم كثيرا..ويرغب بأن يبعث كرّة أخرى

يقول:”أيّها الآباء المقابر ليست فنادق”

 

الرّجل الّذي كانت لديه شهيّة خفاش، وعلى الرّغم من جميع المحاولات

لم يستطع الطّيران.. ثلاجة بيته فارغة مذ انفصاله عن زوجته

يقول: “البحث عن الأكل في حاويّات القمامة بعد التّخمة عقوبة.”

 

السّيدة الّتي غيّب الجنون عقلها

تعدّ النّجوم كل ليلة بنشاط منقطع النّظير،ولا تغمض عينيها إلّا حين يستيقظ الصّباح

تقول:”الخوف كلب ينبح في العتمة”

المتعبون يرقصون

على خوفهم

على دمعهم

على صبرهم

وهم نيّام

أمل دنقل يقول:”لا حزن ولا بكاء فقد حزنت وبكيت في حياتي ما يكفي.. أوصيكم بأن تَكتبوا على قبري هذا قبر فلان بن فلان بن فلان وكل من عليها فان”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى