شيرين أبو عاقلة في موكب الشهداء
د. طارق حامد
يحلو للبعض أن يثير غبار الجدل مع صعود أرواح طاهرة كانت في مواقع خط النار الأول لنقل عدالة القضية الفلسطينية وتصيبهم الحيرة ويتساءلون اختلافا: هل هم شهداء أم لا برغم اختلاف عقيدتهم عن الإسلام ؟!
وينسي أو يتناسي كل واحد منهم أين موقعه من مناصرة القضية الفلسطينية وهل قام بواجبه تجاهها أم أنه يخلد للراحة والاسترخاء بينما ينضم العشرات يوميا إلى موكب الشهداء وهم جالسون ينظرون ويقولون بأمور هي في حد ذاتها ترهات في وقت الجهاد و بذل الغالي و النفيس في سبيل نصرة الحق والقضايا المصيرية للأمة.
ثم إن أحكام الدنيا تجري على الإسلام أي ظاهر الناس وما يبدون من معتقد بينما في الآخرة يجري على الإيمان أو ما يبطن الإنسان من معتقد ولا يعلمه إلا الله وحده، فربما من قتل دون دينه أو أرضه في الظاهر هو مسلم أو مسيحي أو حتي يهودي الديانة ولكن علم الله بمعتقده الذي مات عليه هو المعيار في الآخرة ولنا نحن البشر الظاهر والعلم القاصر عن الإحاطة ببواطن الخلق في معتقداتهم .
لذلك الأجدي في هذا الجدل الدائر أن تحشد الأمة كل طاقاتها ومواردها ومواهبها وقوتها وتهب لنصرة المسجد الأقصى والقضية الفلسطينية بدلا من هذا الجدل العقيم الدائر في أروقة القاعدين المتقاعسين وفي الآخرة يتبين من بكي ممن تباكي والنائحة الثكلي من النائحة المستأجرة.