افتتاحية صحيفة هآرتس العبرية.. شهادة على زوال إسرائيل
افتاحية هاآرتس
هل تصدق أن افتتاحية اكبر جريدة اسرائيلية اليوم كانت قولة حق فى الفلسطينيين، فقد وصفتهم بأنهم شعب من أفضل شعوب الأرض، يهبون للدفاع عن حقوقهم و لو بعد أكثر من سبعين عاماً كأنهم رجل واحد، تابع المقالة حتى تعرف كم هم يدركون الحقيقة.
افتتاحية جريدة هاآرتس الإسرائيلية مترجمة للعربية، من أندر ما ينضح به الضمير الحي و أجمل ما تزهر به الحرية الفكرية،
إقرأ:
“يقول – خسارتنا كل ثلاثة أيام 912 مليون دولار، من طلعات الطائرات وثمن صواريخ الباتريوت وتزويد الٱليات بالوقود واستهلاك ذخيرة، ناهيك عن تعطل الحركة التجارية وهبوط البورصة وتوقف معظم المؤسسات وأعمال البناء، و موت الدواجن في المزارع بعشرات ملايين الدولارات، وتعطل بعض المطارات وبعض خطوط القطارات، وثمن إطعام الهاربين إلى الملاجئ، ناهيك عن التدمير في البيوت والمحال التجارية والسيارات والمصانع بفعل صواريخ المقاومة الفلسطينية.
– إننا نتعرض لحرب لسنا من نديرها، وبالتأكيد لسنا من ينهيها، خاصة وأن المدن العربية في إسرائيل فاجأت الجميع بهذه الثورة العارمة ضدنا، بعد أن كنا نظن أنهم فقدوا بوصلتهم الفلسطينية.
– هذا نذير شؤم على الدولة التي تأكد سياسيوها أن حساباتهم كانت كلها مغلوطة، وسياساتهم كانت تحتاج لأفق أبعد مما فكروا فيه.
– إنهم فعلا أصحاب الأرض، و من غير أصحاب الأرض يدافع عنها بنفسه وماله وأولاده بهذه الشراسة وهذا الكبرياء والتحدي، وأنا كيهودي أتحدى أن تأتي دولة إسرائيل كلها بهذا الانتماء وهذا التمسك والتجذر بالأرض، بعد أن أذقناهم ويلاتنا من قتل وسجن وحصار وفصل وأغرقناهم بالمخدرات، وغزونا أفكارهم بخزعبلات تبعدهم عن دينهم بالتحرر والإلحاد والشك، الغريب في الأمر أن يكون أحدهم مدمن مخدرات إلا أنه يهب دفاعا عن أرضه وأقصاه وكأنه شيخ بعمامة وصوته يصهل “الله أكبر”.
– جيوش دول بكامل عتادها لم تجرؤ على ما فعلته المقاومة الفلسطينية في أيام معدودات، فقد سقط القناع عن الجندي الإسرائيلي الذي لا يقهر، فأصبح يقتل ويخطف، وطالما أن تل أبيب ذاقت صواريخ المقاومة، فمن الأفضل أن نتخلى عن حلمنا الزائف بإسرائيل الكبرى، ويجب أن تكون للفلسطيني دولة جارة، تسالمنا ونسالمها، وهذا فقط الذى يطيل عمر بقائنا على هذه الأرض لبضع سنين أخرى، و أعتقد بأنه ولو بعد ألف عام – هذا إن استطعنا أن نستمر لعشر أعوام قادمة كدولة يهودية – فلا بد أن يأتي يوم سندفع فيه كل الفاتورة، فالفلسطيني سيبعث من جديد ومن جديد ومن جديد، وسيأتي يوما راكبا فرسه متجها نحو تل أبيب”.