رَقْصاتُ ذكورِ النحل

الشاعرة والناقدة السورية ثناء حاج صالح / ألمانيا

1
ألا بئس الشرابُ بكلِّ غَصَّة
وفي الحرمان ما يكفيكَ مَصَّه

كسرتُ بخاطري كأسي بنفسي
وقصةُ خاطري المكسورِ قصَّة

ومن جاع الزمانَ وقيتَ صبراً
يداوِ الصبرُ في الأحشاء مغصَه

خَلَعتُ الثوبَ، لستُ أخافُ برداً
ولستُ قميصَ من أغليتُ رُخصَه

فيا مِزَقَ السماء إليَّ جِلْداً
ويا برْدَ الصقيع وَدِدْتُ َقَرْصة

2
كتبتُ إليكَ من بعد ابتعادي
كتابَ الزاهدات وهاكَ نصَّه

لقد أنقصتُ بالإقبال قدري
وقد أتممتُ بالإعراض نقصَه

ولم يَغْرُرْنِ ما يسخو حريصٌ
إذا ذُكِرَ الكرامُ كشَفتُ حِرصَه

فما قَصَّرتَ حبلَ الوهمِ يوماً
وكنتُ أجيدُ – مهما طالَ- قَصَّه

وكنتُ أُظِلُّ من يحتاجُ ظِلِّي
ولستُ الظلَّ كي أحتاج شخصَه

فكنْ في السهم حين تَصيدُ وعلاً
تُصِبْ في العين من عاينتَ قنصَه

3
قَصَصتُ عليك للتِّذْكار بعضاً
وعندي ما سئمتُ عليك قَصَّه

ومنه (مكارمي في صَفِّ جُندي)
ومن في الصفِّ إنَّ عليَّ رصَّه

ودَحري من تَقَحَّمَ فَرْضُ عينٍ
ولا يبتزُّني لِصٌّ ولِصَّة

وجئتُكَ باليقين فخذْه قولاً :
-وكم بتَّ اليقينَ تُعيدُ فحصَه –

“نفى حُرَّاسُ مملكتي ذكوراً
بغير الشَّهْدِ لا يبغون حِصَّة

وحَوْلَ نوافذي ما ثمَّ إلاَّ
ذكورُ النحل قد قامتْ برقْصة “

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى