اللغة العربية وتحديات العصر في العدد الجديد من “الشارقة الثقافية”
إمارة الشارقة – دائرة الثقافة – الإمارات العربية
صدر أخيراً العدد (68) لشهر يونيو (2022م) من مجلة “الشارقة الثقافية” التي تصدر عن دائرة الثقافة بالشارقة، وقد أكدت الافتتاحية التي حملت عنوان (الفنون الإسلامية والهوية المتجددة) أن هذه الفنون تتصف بالمرونة والانسياب، لذلك استطاعت أن تتخطى العديد من الحواجز وتجدّد هويتها من خلال التمازج الحضاري والتبادل الثقافي، إذ أتيح للفنانين العرب فرص أكثر مساحة لتقديم إبداعاتهم بأشكال في غاية الروعة والرقي، من دون التخلي عن التراث وعبق التاريخ، وأشارت إلى أن أهم ما يميز الفن الإسلامي هو وحدته رغم تنوع الأمكنة والأزمنة، وديمومته رغم تغير العصور والحضارات، لذلك اعتبر همزة وصل بين مختلف الشعوب وجسراً بين الثقافات، يقوم على قيم التسامح والعدل، فيما برع الفنانون في ابتكار عناصر زخرفية فريدة، وفي صياغة اتجاهات وأساليب فنية تنطلق من مبادئ راسخة وومضات روحانية، ويتضح ذلك في زخرفة المساجد والجوامع والقصور والمكتبات بآيات وجمل قرآنية ودينية، وتصميم القباب والمنارات والجدران، ليبقى الخط العربي هو العنصر الأهم في هذه الفنون، والميزة الأساسية التي جعلت من الحضارة العربية حضارة عالمية.
أما مدير التحرير نواف يونس؛ فتوقف في مقالته (لغتنا الجميلة.. وتحديات العصر) عند أهم الإشكاليات التي تواجه اللغة العربية وتؤثر فيها، وتشكل تحديات لها، إذ نجد تلك الثنائية التي تعيشها مع اللغة العامية أو الدارجة، وهي إشكالية نلاحظها في جل أقطارنا العربية، حيث توجد لغة داخل اللغة الأم، وهو ما يؤدي إلى اختلاف الألسنة في ما بيننا، وأكد أن اللغة الأجنبية الثانية تمثل تحدياً قوياً، يهدد مكانة اللغة العربية في المجتمع، خصوصاً وأننا نلمس بوضوح تأثر فئة الشباب بصورة خاصة، وافتتانهم بتلك اللغة التي بدأت في الانتشار والسطوة والهيمنة على أفكارهم وأحاديثهم وسلوكهم.
وحيال هذه الإشكاليات والتحديات التي تواجهها اللغة العربية، نبه مدير التحرير إلى أهمية تطوير المناهج التعليمية الخاصة باللغة الأم، وتوفير ما يتطلبه ذلك من احتياجات لمواكبة العصر ومستلزماته العلمية والفكرية، من خلال ترسيخ جوهر البحث العلمي، والابتكارات التقنية، ولغة الاقتصاد الحديث، في مراحل التعليم المختلفة، دون أن نغفل دور وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية، وتوظيف رسالتها ودورها وتأثيرها بشكل عام.
وفي تفاصيل العدد (68)؛ تناول يقظان مصطفى أحد علماء الرياضيات العرب هو (البتاني) مبتكر المفاهيم والمعادلات الهندسية، وتوقف وليد رمضان عند الأمير ليوني كايتاني مؤسس المدرسة الاستشراقية الإيطالية الجديدة، فيما جالت سليمى حمدان في ربوع مدينة حاصبيا اللبنانية التي تشتهر بصناعة الفخار وأشجار الزيتون، وكتب عادل عطية عن (بنها) مدينة العسل والآثار التي تشتهر بإنتاج عطر الورود.
أمّا في باب (أدب وأدباء)؛ فنقرأ سيرة حامد عمار عميد التربويين العرب الذي كان ملهماً لكل الأجيال العربية الشابة بقلم د. محمد صابر عرب، ونتوقف عند الأديب نقولا زيادة أحد كبار المؤرخين العرب في القرن العشرين بقلم عبدالرحمن الهلوش، ونطل على عالم الأديب سليمان الشطي الذي يعد رائد القصة القصيرة في الكويت بقلم أميرة المليجي، ونتعرف إلى تجربة الروائي الجزائري الحبيب السائح الذي يعد قامة متفردة في الإبداع الروائي بقلم د. هانئ محمد، ونطلع مع نبيل سليمان على المشروع الذي يوثق أدب المهجر وتجدده، ونكتشف مع عزت عمر رحلة السفرجل وقطار العمر وحساسية وليد إخلاصي المتوقدة في استشفاف مستقبل الرواية، كذلك نتعرف إلى تجربة مجيد طوبيا ومشروعه الإبداعي المتجدد، حيث شكلت كتاباته هوية أصيلة وبصمة جمالية بقلم د. رضا عطية، أما ذكاء ماردلي فتناولت الشاعر سليمان العيسى، وهو الرجل الذي لم تفارقه طفولته، واستعرضت ثراء هانئ إبداعات خليفة التليسي الذي يعد من رواد الحركة الفكرية والأدبية في ليبيا، وكتبت نهلة خرستوفيدس عن الكاتب أنطوان دي سانت ومن أشهر أعماله (الأمير الصغير) و(البريد الجنوبي)، وقدم عبدالمجيد قاسم إضاءة حول أشهر مؤلفي قصص الأطفال عالمياً وعربياً، ونقلت د. أميمة أحمد أجواء معرض الجزائر الدولي للكتاب الذي حمل شعار (الكتاب جسر الذاكرة)، فيما رصد مصطفى الخلفاوي صناعة الورق عند العرب وأثرها في العلوم الإنسانية، واستعرض أشرف الملاح مقامات الحريري الذي منحها قيمة خاصة ورؤية جديدة، وكتبت هبة محمد عن الشاعر تاج السر الحسن الذي يعد من رواد التجديد في الشعر السوداني، وبيّن محمود زكريا أن الأعمال الفنية والأدبية إنتاج المبدع لذاته في المجتمع، وتطرق خلف أحمد أبوزيد إلى سيرة سليمان البستاني، الذي يعد من عمد النهضة العربية الحديثة وهو مترجم (الإلياذة) إلى العربية.
وفي باب (فن. وتر. ريشة)؛ نقرأ الموضوعات الآتية: عبدالسلام أزدم أعماله تمثلت التراث جمالياً بقلم محمد العامري، سعد يكن.. فنان تشكيلي بنكهة عالمية بقلم فيصل خرتش، حليمة بوصديق تكشف أسرار البراري بصورها بقلم ياسين عدنان، عبدالله أسعد طاقة ضوئية تتصاعد من ألوانه بقلم أديب مخزوم، مرسي جميل عزيز موسيقار الكلمات بقلم أحمد سليم عوض، مئوية معهد الموسيقا العربية في القاهرة بقلم خليل الجيزاوي، فيلم (ترانزيت) محطة انتظار لمن يبحث عن وطن بقلم شيرين ماهر.
من جهة ثانية؛ تضمّن العدد مجموعة من المقالات الثابتة، وهي: علم الفلك.. والثقافة العربية– بقلم محمد نجيب قدورة، قبائل عربية.. أسست الحضارة الإنسانية– بقلم أحمد يوسف داود، وفيق سليطين.. يرحل دون إخبار– بقلم أنيسة عبود، فن السيرة.. وأثره في الرواية المصرية– بقلم مصطفى عبدالله، تأملات في فن الكتابة– بقلم سوسن محمد كامل، أسئلة تبعث على اهتمام القارىء – بقلم اعتدال عثمان، اختفاء الحرف واللون الدافئ– بقلم السيد حافظ، ثقافة السؤال.. وحقيقة الاكتشاف– بقلم مفيد أحمد ديوب، الأدب ووظائفه في الدبلوماسية الثقافية– بقلم د. يحيى عمارة، الشعر.. هذا الغامض الجلي– بقلم د. حاتم الفطناسي، العلاقة مع التراث الشعري– بقلم يوسف عبدالعزيز، حيرة العلم.. والفضاء الأزرق– بقلم آمال مختار، أدب الخيال العلمي وثقافة الإبداع– بقلم د. محمد خليل محمود، قراءة في ديوان (بين يدي الحفيدة) لمحمد الشحات– بقلم سفيان صلاح هلال، شاكر مصطفى.. سندباد الفكر– بقلم د. بهيجة مصري إدلبي، صالح الشرنوبي.. من رواد التجديد في الشعر العربي– بقلم رويدا محمد، إبراهيم العريض.. ومساره المبدع– بقلم عبده وازن، على جناحي الكلمة والصورة.. الشعراء الرسامون– بقلم شاكر نوري، المتناقض التشكيلي– بقلم نجوى المغربي، محمد الشماط أحد مؤسسي الدراما الشامية– بقلم هشام عدرة، تعدد العلامات والإشارات في المسرح– بقلم محمد سيد أحمد.
وفي باب (تحت دائرة الضوء) قراءات وإصدارات: (عربي بين ثقافتين) زكي نجيب محمود وصيغة ثقافية جديدة– بقلم نجلاء مأمون، المعلقة المرآة.. من الشروح إلى بلاغة الحجاج– بقلم أبرار الآغا، تمجيد البطولة بين الدراما والرمزية في (حكايات البحر)– بقلم مصطفى غنايم، تيار الوعي في رواية ( جيد بما يكفي)– بقلم د. هويدا صالح، قراءة في المجموعة الشعرية (أحلم) للشاعر بهجت صميدة– بقلم د. سعاد عريقات، قراءة في ديوان (مرافىء الغيم) للشاعرة رفعة يونس– بقلم انتصار عباس، جدتي الرقمية.. رواية تنبني على الأسئلة للروائي أحمد قرني– بقلم ثريا عبدالبديع، قراءة في ديوان (حداء) للقرواشي– بقلم زمزم السيد، المكان الضائع في سرديات الرواية الإفريقية– بقلم ناديا عمر، تجليات الهوية في أعمال جيل الرواد التشكيليين في مصر– بقلم ضياء حامد.
وأفرد العدد مساحة للقصص القصيرة والترجمات لكوكبة من الأدباء والمبدعين العرب، وهي: سولاف هلال (رسائل) قصة، (قصة رسائل) الانفتاح الدلالي وقابلية التعميم – نقد / بقلم د. عاطف البطرس، رابعة الختام (مرافئ الأحباب تخبو) قصة قصيرة، علاء النادي (انعكاسات على روح هائمة) قصة قصيرة، حمادة عواطف الجاروف (كلمات) قصيدة مترجمة، إضافة إلى (أدبيات) فواز الشعار، وتراثيات عبدالرزاق إسماعيل، تضمنت جماليات اللغة وقصائد مغناة وواحة الشعر وينابيع اللغة.