مسافر عبر المعابر
رحاب يوسف | أديبة فلسطينية
أمسِ قطعت ألفَ ميلٍ من المواجع
قبلَ أنْ أعبرَ كلّ المعابر
أخوةٌ لي
بدعوةٍ على دربِ
في المعبرِ الأول
ودّعني الرجوع
بميمونِ السّفر
وعودٌ أحمدُ
انطلقْتُ
مُشرّقةً
لأقطعَ النهرَ
فكان معبرٌ ثانٍ
عليه غريبُ اليدِ واللسانِ
مجنّدٌ ومجنّدة
في لغةٍ تساقطتْ حروفُها
وتباعدَ تاريخُها
و مات فيها معنى الإنسانِ
تلكَ من أثيوبيا وذاكَ أوكراني
والطلبُ إثباتُ أني من أهلِ البلادِ
وثيقةٌ وبصمة
بل بصمتانِ للعينِ والإبهامِ
وأخرى لم يصلوا إليها
في القلبِ ذي البصماتِ
بصمةُ حبٍّ وبصمةُ انتمائي
وألفُ بصمةٍ للجراح
أشارَ وأشارتْ بنظراتٍ
لا أدري
بلغةِ البنادقِ أم باللسانِ
قفي هناك
في غرفةِ التفتيشِ
ارفعي يديْك، واكتمي الأنفاس
ساعةً قبلَ الإفراجِ
ثمّ اعبري
سافري
تمتماتٌ، غيرُ مُبيِّنة
كأنّها
إن شئْتِ فلا تعودي
لستُ وحدي
كانَ الأحبابُ معي في الطوابير
يُعلّقونَ أكياسَ التعبِ على أكتافهم
مُطوّقين بالشرودِ والحَيرة
فالدربُ طويل
ولا متسعَ للورودِ قبلَ الوصول