الصحفية غفران وراسنة تلحق بشرين أبو عاقلة

د / صالح محروس محمد
سقطت صباح الأربعاء 1 يونيه، شهيدة فلسطينية جديدة، على طريقة الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، وهي الصحفية «غفران وراسنة»، التي أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية وفاتها إثر إصابتها برصاص الاحتلال الإسرائيلي قرب العروب، شمال الخليل. وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن الاحتلال الإسرائيلي أعاق الطواقم الطبية من الوصول إلى وراسنة بعد إصابتها بالرصاص الحي، مشيرًا إلى أن الاحتلال سلم الفتاة الفلسطينية إلى الطواقم الطبية بعد 20 دقيقة رغم إصابتها الحرجة ليتم نقلها إلى المستشفى الأهلي ولكنها فارقت الحياة. الشهيدة غفران وراسنة هي الفتاة الفلسطينية أسيرة مُحررة وتدعى «غفران هارون حامد وراسنة»، تبلغ من العمر 31 عاما من قرية شيوخ العروب، اعتُقلت في شهر يناير الماضي 2022 وتم الإفراج عنها بعد ثلاثة أشهر تحديدًا في شهر مارس الماضي. وتحمل الفتاة الفلسطينية درجة البكالوريوس في الإعلام من جامعة الخليل الفلسطينية، وتخرجت عام 2014 وتدربت في عدة إذاعات محلية، وتعمل في تغطية الأخبار الصحفية بشكل مستقل.
ووُلدت الفتاة الفلسطينية في الضفة الغربية وتحمل الجنسية الفلسطينية ويعتبرها الكثيرون مناضلة باعتبارها أسيرة مُحررة. موجة من التصعيد جدير بالذكر أن الأراضي الفلسطينية تشهد موجة من التصعيد مستمرة منذ عدة أشهر، شملت إجراءات تعسفية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي وخصوصًا بعد هجمات مُتكررة ناتجة عن أساليب الاحتلال القمعية. وكنتيجة للأساليب القمعية التي شملت اعتقالات واقتحامات وإعدامات وعمليات عسكرية، سقطت الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة شهيدة أثناء إحدى العمليات العسكرية في مدينة جنين الفلسطينية برصاص جنود الاحتلال الإسرائيلي الذي حاول التشكيك في مسؤوليته عن قتلها، إلا أن عدة تحقيقات أجرتها المؤسسات الصحفية بناء على المعطيات الموجودة أثبتت أنها سقطت برصاصة إسرائيلية أصابت رأسها.
جدير بالذكر إن اغتيال الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، في مخيم جنين، 11 مايو الماضي ، أعاد الحديث عن قائمة طويلة من الصحفيين والإعلاميين الذي جرى استهدافهم في فلسطين وفي مناطق أخرى في الأعوام الماضية أثناء تأدية رسالتهم في نقل الحقيقة وتسجيل ما يحدث على الأرض المحتلة ..
وأثار اغتيال أبو عاقلة ردود فعل وإدانات واسعة، إذ أدانت جامعة الدول العربية بأشد العبارات “الجريمة البشعة”، بينما دعت السفارة الأميركية في القدس إلى إجراء تحقيق جدي وأدانت الجمعيات الحقوقية والصحفية الحادث من جانبه، أدان الاتحاد العام للصحفيين العرب، اغتيال الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة برصاص القوات الإسرائيلية، محملًا تل أبيب المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة البشعة بحق حرية الصحافة في الوقت الذي يحيي فيه العالم وكل الزملاء الصحفيين اليوم العالمي لحرية الصحافة ويوم حرية الصحافة العربية.
وطالب الأمين العام للاتحاد خالد ميري، بتحقيق دولي يحضره وفد من الاتحاد العام للصحفيين العرب للكشف عن ملابسات هذه الجريمة المروعة، مؤكدًا تضامنه مع الشعب الفلسطيني ونقابة الصحفيين الفلسطينيين، مناشدا كل المنظمات الإعلامية الدولية ومنظمات حقوق الإنسان بإدانة هذه الجريمة ومحاكمة مرتكبيها وعدم إفلاتهم من العقاب.
يجدر بالذكر خلال سنوات عديدة، كانت للشهيدة بإذن الله شرين أبو عاقلة دور فعال في تغطية الكثير من فصول النزاع الإسرائيلي الفلسطيني على مدى ربع قرن، وكانت تتهمها السلطات الإسرائيلية بتصوير مناطق أمنية. وسبق أن قالت إنها تشعر باستمرار بأنها مستهدفة من قوات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين.
وأبو عاقلة هيّ أول صحفية عربية يسمح لها بدخول سجن عسقلان في العام 2005، حين قابلت الأسرى الذين صدرت بحقهم أحكاما طويلة بالسجن، كما سبق وقامت بتغطية أحداث الانتفاضة الفلسطينية منذ 2000، ثم العمليات العسكرية المختلفة في قطاع غزة خلال السنوات الماضية.
ووفق ما قاله قال سفير دولة فلسطين في القاهرة، دياب اللوح لبرنامج الحياة اليوم على فضائية الحياة المصرية في الاربعاء 11 مايو الماضي ” أنه باغتيال شيرين أبو عاقلة تكون الصحافة الفلسطينية ودعت 55 شهيدًا منذ عام 2000 وحتى هذه اللحظة، مضيفًا: «سنعمل معا لأن يكون 11 مايو من كل عام يوم عالمي للتضامن مع الإعلام الفلسطيني، لأن رحيل شيرين بهذه الطريقة كان فاجعة كبيرة لنا وجريمة تطلب جلب المسؤولين عنها أمام محكمة الجنايات الدولية». وأكد أن فلسطين توثق كل جرائم الاحتلال الإسرائيلي أولا بأول، فهناك ملفات موضوعة أمام محكمة الجنايات الدولية، يضاف إليها الجرائم التي ترتكب في حق الشعب الفلسطيني من قبل قوات الاحتلال، مشددًا على أن جريمة اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة ارتكبت بدم بارد على مرأى ومسمع من العالم، لذ فإنه سيتم رفع ملف هذه الجريمة من قبل وزارة الخارجية والمغتربين بدولة فلسطين أمام محكمة الجنايات الدولية لجلب المسؤولين عنها إلى المحاكمة أمام العدالة الدولية”. ثم كان اغتيال الشهيدة غفران في أقل من الشهر صحيح من أمن العقاب أساء الأدب لكن هل ستتوقف دولة الاحتلال الصهيوني عن قتل واستهداف الصحفيين والناشطين الفلسطينيين الذين يكشفون جرائم اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني؟ وهل سيتم تكريم القاتل لأنه ينفذ أجندة وأوامر قادته؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى