الحرفية والأكاديمية سمتان تؤطران التراث الشعبي
ساهرة رشيد | العراق
تعد مديرية التراث الشعبي من المؤسسات العريقة في وزارة الثقافة و السياحة و الآثار، حيث تأسست عام 1970على يد المرحوم الفنان الرائد(عطا صبري) الذي ظل يدافع عن فكرته التي في انشاء هذه الدار حتى تحققت وانشات باسم مركز التدريب الحِرفي) بملاك قليل ، وكان مرتبطاً حينذاك بوزارة التربية, وبعد سنوات تحول الى معهد لاستقطاب الكفاءات وسمي بمعهد الفنون والصناعات الشعبية , وهذه المديرية اسست للحفاظ على الموروث الشعبي العراقي من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب, فكل مدينة من مدن العراق لديها حرفة اومهنة او موروث بدأت بالاندثار, لولا وجود(الأسطاوات) اى صاحب الخبرة الذي يتعلم منه الطلبة تلك المهنة او الحرفة , وخلال تجولنا في المعرض الذي اقيم مؤخرا التقينا مديرة مديرية التراث الدكتورة منى عبد الرزاق حيث حدثتنا عن ذلك عن عدد من الأقسام الفنية و الإنتاجية ومن أهم تلك الأقسام معهد الحرف و الفنون الشعبية إذ يعد هذا المعهد عند تأسيسه عام 1970 أول معهد بالشرق الأوسط يعنى بالحرف الشعبية التراثية و قد مر المعهد پالعديد من الحقب الزمانية وقد تغيرت مسمياته أكثر من مره الى ان إستقر عام 2001على اسم معهد الحرف و الفنون الشعبية.
اما مدة الدراسة فيه خمسة سنوات يمنح شهادة دبلوم فني حرفي تطبيقي هذه الشهادة تأهل الخريج للعمل في مهنته في السوق المحلية وكذلك تأهله للتعيين في دوائر الوزارة أو أي جهة تعنى بالتراث العراقي و المهن الفنية التراثية، وكذلك تأهل شهادة المعهد قبول الطلبة الأوائل في كليات الفنون الجميلة في كل محافظات القطر وإمكانية قبول جميع الطلبة بعد خضوعهم للاختبارات و التنافس على القبول المركزي في مجال المعاهد الفنية و حصة قبول معهدنا في وزارة التعليم العالي فضلا عن فتح الأبواب في الكليات الاهلية من خلال فتح أقسام حديثة تعنى بالفنون.
أبرز الكوادر الحرفية المتخصصة
يتميز معهد الحرف و الفنون الشعبية عن باقي المعاهد و الكليات الفنية من خلال كوادره المتنوعه إذ نجد الكادر الأكاديمي و الكادر الحرفي المتخصص بكل مهنه من المهن في أقسام المعهد على الرغم من قلة الكادر الحرفي في المعهد الا أنه من أبرز الكوادر الحرفية المتخصصة إذ نجد في قسم الخط العربي الخطاط موسى الزيادي وهو من أبرز الخطاطين العراقيين و حاصل على شهادة عالمية ودولية تجيز له تعليم الخط وتدريب الخطاطين على يديه ونجد في قسم الطرق على المعادن الصائغ ابراهيم عباس وهو من أبرز الكوادر الحرفية في حرفة الطرق على المعادن وتخرج على يديه عدد كبير ممن يجيدون العمل على مادة النحاس و النقش والطرق عليه و في قسم حياكة السجاد و البسط التراثية نجد السيدة منتهى تهتم بأعمال الطلبة و توجههم إلى الطرق الصحيحة في عملهم الدقيق حياكة السجاد، على الرغم من وجود هؤلاء الحرفيين الا أن المعهد و المديرية يفتقرون الى كادر حرفي متخصص وأصحاب الخبرة الطويلة بسبب عدم إمكانية التعيين لتلك الكوادر أو حتى التعاقد معهم و هذا الأمر جعل المدرس الأكاديمي يسعى دائما لتطوير مهاراته الحرفية ليساعد في تعويض الطلبة بعض إحتياجاتهم التقنية للحرف الشعبية .
من خلال معرضنا الحالي و زيارة الكثير من الجهات الرسمية أبدوا إعجابهم بنتاجات الطلبة و رغبتهم في اقتنائها و قد تم حجز الكثير من تلك النتاجات و التي سيتم بيعها لتلك الجهات بعد الاجراءات الأصولية من إدخال مخزني وتسعيرها كون جميع المعروضات هي مشاريع تخرج الطلبة.
بعد انقطاع دام اكثر من ثلاث سنوات
وخلال لقائنا مع الدكتور جعفرصادق عايد فقال شرع معهد الحرف والفنون الشعبية في اقامة المعرض السنوي لنتاجات الطلبة في الدور 16 للعام الدراسي 2021 – 2022 الذي تضمن مجموعة من الأعمال الحرفية التراثية من نتاجات الأقسام العلمية ويحتوي المعهد على سبعة اقسام من التصميم والرسم التراثي والنحت على الخشب والفخار التراثي والخياطة التراثية والخط العربي وحياكة السجاد اليدوي والطرق على المعادن، وجاء هذا المهرجان تحت عنوان (تراثنا هويتنا) الذي استمر اكثر من عشرة ايام والذي افتتحه السيد الوكيل الفني الدكتور عماد جاسم والسيد مدير عام دائرة الفنون العامة الدكتور فاخر محمد حسن، كذلك شهد زيارات عده ومن اهمها الوكيل الاقدم لوزارة الثقافة والسياحة والاثار الدكتور نوفل ابو رغيف رغم التحديات والصعوبات من كورونا وغيرها استطعنا في معهد الحرف ان نحقق انجازا كبيرا في اقامة هذا الكرنفال بمعية الاساتذة والموظفين في المعهد ومديرية التراث الشعبي، بعد انقطاع دام اكثر من ثلاث سنوات ورغم قلة التخصيص المالي وضعف البنية التحتية للمعهد حققنا انجاز جديد يضاف الى رصيد التراث العراقي الذي يمتد اكثر من 7000 سنة، والمعهد هو المسؤول عن اقامة واستدامة هذا التراث والحفاظ على الحرف اليدوية العراقية الاصيلة التي يفتخر بها وبخصوصيتها، لذلك يمنح المعهد الحرفة اضافة الى الشهادة العلمية (دبلوم فني تطبيقي) وتكون مدة الدراسة خمس سنوات لكل الاختصاصات. وشهد المهرجان تميز قسم الفخار حيث شكل النتاج كماً ونوعاً من الأعمال الفخارية والمزججة بمختلف الأحجام والقياسات كما شهد قسم الخياطة عرضاً للأزياء التراثية للملوك والحكام في العصور القديمة الآشورية والبابلية وبعض الأزياء البغدادية، وكذلك شهد قسم السجاد نتاجات وتجارب جديدة للسجاد والبسط من ضمن أعمال الطلبة. ونطمح ان يكون دعم كبير لهذا المعهد من أعلى المستويات في الدولة من أجل الاهتمام بالتراث العراقي ليتصدر المشهد الثقافي التراثي والحفاظ عليه .