مقال

علاقة ناجحة

الصداقة والزواج والبزنس

د. أسماء السيد سامح| مصر

     المشكلة الأساسية مش في الوصول لشخص مناسب، لكن إنه يفضل مناسب ليك بعد ما يعرفك عن قرب ويشوفك من غير “ميك آب” ولا شوكة وسكينة، لأن مدّ خط العلاقات على استقامته، والتداخل، وانكشاف السرائر، وتقاطع المصالح، ونزع الأقنعة، والمجاهرة بالاحتياجات الحقيقية لكل طرف، وزهد الناس في التمثيل بعد فترة، غالبًا ما بيولِّد شخص آخر غير اللي عرفناه في بداية التجربة، ما يرتِّب بالتبعية تغييرًا في كثير من الافتراضات والتوقعات.

النضج بيفترض قدرتنا على التعامل مع الحالة دي، ومرونة تكييف الأمور للوصول إلى صيغة ترضي جميع الأطراف، بشرط التأكد أولا من إن التغيير ده لا يطال الأساسيات أو يُهدّد بتغيير جذري لشكل وطبيعة العلاقة، ودي ليها حساباتها المختلفة لدى كل طرف.

     كمان مش لازم خوفنا من انتهاء الحكاية يدفعنا لسلوكيات يائسة، وتنازلات مش مستعدين ليها، وتصرفات تخصم من رصيد سلامنا النفسي، وتخلينا بعد شوية مش قادرين نبصّ لنفسنا في المراية، أو نحسّ بإننا اتورطنا وظلمنا نفسنا، لأننا بنحب في الأساس عشان نبقى مبسوطين ومرحرحين ومليانين طاقة إيجابية تخلينا نتفرغ للتحديات التانية. بنحب عشان نبقى نفسنا ومش مهمومين بإن أقرب حد لينا ممكن يسيء فهمنا أو يفسر تصرفتنا بشكل غلط، أو مضطرين طول الوقت نتشقلب ونقدم فقرة الساحر عشان نفضل مصدر إبهار ليه!

    عشان كده: فكرة الحكم على علاقة بإنها ناجحة، مش أمر سهل، ولازم نستقصي باطن الحاجات كتير قبل ظاهرها، ونتأكد مش بس من استمراريتها لكن كمان قابليتها للتتطور مع الوقت مش الانتكاس.

    وأهم نقطة في القصة دي كلها: نبقى قادرين نعرف امتى نقول لا، وامتى نقول لحد هنا كفاية، وامتى نقول يلا بينا ننتقل للمرحلة التانية، دون حد أقصى لاستعدادنا لخسارة أي حد بطَّلنا نكون مبسوطين وياه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى