تقسيم لحم الأضحية
د. خضر محجز | فلسطين
يسأل الناس عن تقسيم لحم الأضحية، فأقول مستعيناً بمولاي:
1: الأضحية عبادة هي سُنَّةٌ للقادر. ومن أوجبها فقد أفرط. وأشد منه إفراطاً من دعا غير القادر إلى أن يستدين ليضحي.
2: وكما كل عبادة لا يجوز المباهاة بها ولا مراءاة الناس، حتى يقبلها الله. والله لا يقبل إلا ما كان خالصاً لوجهه.
3: وتتحقق هذه العبادة بمجرد الذبح على اسم الله، ويحدث الثواب إن شاء الله.
4: ويلحق بهذه العبادة فور تحققها، أعمالُ خير عديدةٌ متوقعة من المضحي، كل عمل منها له ثوابه المستقل:
5: فإطعام أهله منها له ثلاثة فضائل: النفقة على الأهل، والصدقة، وصلة الرحم.
6: والتصدق منها له ثواب كبير، بحسب ما تصدق والإخلاص فيه. وكلما كانت الصدقة على الفقير المستحق أشد وأخفى، كان الثواب أكبر.
7: والصدقة على الجار لها ثوابان: ثواب الصدقة وثواب الإحسان إلى الجار.
8: وإطعام الأرحام له ثوابان: ثواب الصدقة وثواب صلة الرحم.
9: فمن استنبط من كلامي ما يشجعه عليه بخله وتقتيره فأكل الأضحية كلها، فهو وذاك. وقد تحققت عبادته، ولكن بحدها الأدنى. وأستحلفه بالله ألا يجعل من كلامي هذا وسيلة له إلى تحقيق مطالب روحه المشوهة.
10: فقد بَيَّنْتُ الحكم، وقلتُ: هذا خيرٌ وهذا أفضل. فاختار الأدنى، فذاك منه لا مني. وأبرأ إلى الله من كذبه المتعمد عليّ، وأحاكمه إليه.
والنتيجة:
من ضحى ولم يتصدق منها بشيء فقد ضحى، لكنه ضيع ثواباً كبيراً كان من الممكن أن يناله لو أنه تصدق منها.
وأما ما تعود الناس من تقسيمها ثلاثة أثلاث: للمضحي والأرحام والمساكين؛ فهو مما استحبه السلف الصالحون رضي الله عنهم، وورثناه منهم. ولكنه ليس واجباً. فليت الله يحملنا إلى مستقرهم وطريقتهم، رضي الله عنهم.
﴿وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ (الحشر/10).
اللهم ألحقنا بالصالحين. وتقبل الله ضحاياكم. وكل عام وأنتم على خير في دينكم ودنياكم.