النقد الذاتي والمصالحة مع الذات والعالم

سمير حماد – سوريا
هل يمكن الخروج مما نحن فيه إلا إذا توفرت ذهنية جديدة؛ ذهنية غير تقليدية مبنية على وعيٍ جديد, متنور مستنير, يقود إلى رؤية مشتركة أمام التحديات والهموم التي استصغرنا شانها, فتفاقمتْ وأودتْ بنا.
نحن استسلمنا للعجز, واكتفينا بتشخيص الظواهر المرضيّة, دونما تقديم معالجات ناجعة لها؛ نحن بلغاء في التنظير ومشهود لنا بهذا, لكن الخروج الى الفعل, فلا.
متى ننصرف لقراءة المشهد المأساوي, قراءة واقعية؟ متى نبدأ حواراً حقيقياً, كي نوقف الحراب الداخلي, و قتل من تبقى منا, ودمار ما تبقى على الارض من بناء وحياة؟
إن امتشاق السلاح أدى إلى الكارثة وخلف إرثا دمويا من الصعب أن يزول بسرعة.. الخلل يتسع ويتسع في البلد, ولا إرادة حقيقية لتصحيح الخلل، وهذا لن يتم إلا من خلال مناخ ديموقراطي يسود المجتمع, مناخ ينتزع الخوف من المواطن ويمكّنه من ممارسة حريته في إبداء الراي, والمشاركة في صنع القرار؛ دون رهبة, مادام الهدف خدمة الوطن.
المشاركة الحقيقية ما تزال غائبة حتى الآن، وثقافة الطاعة هي السائدة، ولن تتم عملية الخلاص إلا بزوال ثقافة الخوف, وتحرير العقل من المسلمات الغيبية, ومن الذهنية التقليدية المحشوة بالخرافات والمعتقدات البالية التي تجاوزها العصر.. لن ننهض إذا لم نحارب التخلف، وأسبابه، ونسقط شرعية القهر السائدة.
تعالوا نمارس نقدا ذاتيا نطهر عبره أنفسنا من الآفات القاتلة.. تعالوا نتصالح مع أنفسنا ومع العصر والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى