قِبْلَةُ النُّور
إبراهيم محمد الهمداني| اليمن
إليك أخا “طه” تُشدُّ الركائبُ
وترجو نداك المترعاتُ السحائبُ
|||
وتمتاحُ منك الشمسُ آيةَ نورِها
وتزهو بما أفضى سناك الكواكبُ
|||
“عليٌّ” به تعلو المكارمُ..والعلا
إليه انتمى..والحق فيه مصاحبُ
|||
له انصاعتْ الأكوانُ حباً ورهبةً
ودانت له الأفلاكُ..والحقُ غالبُ
|||
تشدُّ عُرى الإسلامِ ضربةُ سيفِهِ
ومن بأسه خزياً تذوقُ الكتائبُ
|||
به ينهمي الإعجازُ سحراً ودهشةً
وآياتُهُ فيها تذوبُ العجائبُ
|||
إليه تعودُ الشمسُ من عينِ مائِها
مشارقُها قامتْ له والمغاربُ
|||
“عليٌّ” أمان الخائفين..وباسمه
تُرَدُّ -عن الراجين فيه- النوائبُ
|||
تهونُ منايا الدهرِ..إنْ قلتُ “يا عليْ”
وتُدفعُ أخطارٌ..وتذوي مصائبُ
|||
إليك “أبا السبطين”يا قبلة الرجا
تحثُّ الخطى روحٌ..ويرجوك طالبُ
|||
فأنتَ صراطُ اللهِ والنورُ والهدى
وموضعُ علمٍ.. لا يواريه حاجبُ
|||
وأنتَ كتابُ اللهِ..والنبأُ الذي
به جحدوا حقَّاً..وماراهُ^ كاذبُ
|||
ببابِكَ روحي..يا يقيني وحجتي
وحاشاكَ يشقى فيكَ راجٍ وراغبُ
|||
وأنتَ رجائي “يا عليُّ”..وحاجتي
بأمركَ..إذ صلَّتْ عليك الرغائبُ
|||
عليك سلامُ اللهِ يا إرثَ آدمٍ
ويا سرَّ “كُنْ”..والكونُ في الماءِ ذائبُ
|||
ومِنْ نفس طه كان هارونه الذي
به فاز من والى..ويشقى النواصبُ
|||
وليُّكمُ الرحمن والمصطفى ومن
بخاتمه زكَّى..إلى الله راغبُ
|||
ومن كنتُ مولاهُ فمولاهُ -مطلقاً-
عليٌّ..بهذا بايعته المواكبُ
|||
وما ضرَّ نور الله أن صار بينهم
غريباً..وهم بالليل خانوا وغالبوا
||
فقد نصرته الكائنات… وأشرقتْ
به فتيةٌ للحق قاموا وصاحبوا
|||
هنا “ذو الفقار” اليوم..تهوي مهابة
-مُذ استلَّهُ ابن البدر- منه الثواقبُ
|||
وحيدرُنا الكرارُ قد عاد فاتحاً
وخيبرُ أعيتها إليه المذاهبُ
|||
تحاول وعد الله إتمام نوره
بمحوٍ..وضاقت بالجهات الجوانبُ
|||
تجحفلُ قطعان الظلام..يبيدهم
سنى البدر..بالأبصار -ما شاء- ذاهبُ
|||
فصاروا وقود الليل..إنضاج فجره
ومن حولهم جفَّتْ ضروعٌ حوالبُ
|||
إذا جاء نصر الله والفتح..قد أتى
وأصبح نورُ البدر بالله غالبُ
وقد أصبح ابن البدر بالله غالبُ
^ ماراهُ: أي جادله وأنكره