روضة الحُسْنِ
محمد أسامة | الولايات المتحدة الأمريكية
قلبي أراه بنفحِ الحُبِّ قد فاحا
في روضةِ الحُسْنِ أمسى اليوم فوَّاحا
|||
قد صار يرقصُ والأشواقُ قد ملأت
تلك الجِنانَ ودانَ اللَّيلُ إصباحا
|||
أضحى يطيرُ بِمُزْنِ الحُبِّ مغتبطًا
أراه غرَّدَ بالتَّهيامِ إذ صاحا
|||
في جَنَّةِ الخُلْدِ صار اليوم منسجِمًا
من حولِهِ الحُورُ والأثمارُ مُرْتاحا
|||
في جَنَّةٍ طلحها يبدو به عَسَلٌ
وسِدْرَةُ الحُسْنِ تؤتي الأُكْل تُفَّاحا
|||
قد أُسْكرَ اليومَ بالصَّهْباءِ في شَغَفٍ
أمسى بِهَيْمٍ ويفنى اليومَ إلحاحا
|||
يُسقى بخمرٍ تُذِيب الصَّخر لو سُكِبَتْ
من عينِ أنثى تَخَالُ البدرَ وشَّاحا
|||
ما أروعَ الرَّاحَ والإبريقُ يسْكبُها
فوق الرُّؤوس لتجني اليوم أرباحا
|||
فاضت كؤوسُ نبيذِ الحسْنِ إذ طَفَحَتْ
فالحُبُّ يَمْلأُ أكوابًا وأقداحا
|||
في رَوْضَةِ الحُبِّ خِلْتُ الورد مُنْتشِيًا
إذ مسَّهُ العِشْقُ بالأعطار قد فاحا
|||
واللَّيلُ أصبحَ توَّاقًا به مَرَحٌ
أخالُه اليومَ بالتَّهيامِ قد صاحا
|||
فيه النُّجُومُ بكلِّ الأفْقِ قد رَقَصَتْ
من نشوةِ الحُبِّ بات اللَّيلُ صدَّاحا
|||
واستيقظَ البدرُ والأحلامُ في يَدِهِ
أمسى يغار وصار الكونُ رحراحا
|||
والبَحْرُ يُكحل إجلالًا به بَسَمٌ
وأسمعُ اليوم في الآفاقِ أفراحا
|||
كلُّ الأماني بذاك البحرِ قد سَبحَتْ
من غير كَلٍّ وصار البُعْدُ مُنْزَاحا
|||
خلتُ الأمانيَ قد تمضي بها سُفُنِي
فوقَ البحارِ فذاك القلبُ قد باحا
|||
أمست لترسو على الشُّطآنِ في وَلَهٍ
منها الفؤادُ أراه اليوم بوَّاحا
|||
قد غرَّني الحُسْنُ كُلُّ الحسنِ يَسْكُنني
والقلبُ يَهوي ويَفْنى اليومَ إلحاحا
|||
قد هَرْوَلَ القلبُ مشتاقًا بِه هَيَمٌ
إذ يُبْصِر الحُسْنَ بالإشراقِ قد لاحا
|||
تِلْكُ العُيُونُ بِظلِّ الحُبِّ تُسْعِدُني
تؤتي الضِّياءَ لدَجْنِ اللَّيلِ مِصْبَاحا
|||
تلك الرَّقيقةُ منها السِّحْرُ يَقْهَرني
والرُّوحُ حُبلى تميدُ اليومَ إفصاحا
|||
هذي الحبيبةُ لو غابت ملامحها
أخالُ قلبيَ مثلَ الغُصن إذ ناحا
|||
فالبعدُ جُرْحٌ وخِفْتُ العشقَ يهجرني
خَلْفَ الضَّبابِ فخِلْتُ البينَ سفَّاحا
|||
هذا غرامي وقد أقضي به عُمُرِي
قد صار يَطفحُ مثلَ النَّبعِ فانساحا