عظمةٌ وقِدم

علي الخفاجي | العراق

لي دعوةٌ في ألسُنِ الشرَفَاءِ
كانت بفجري فاستُجيبَ رَجَائي

|||

فتمخَّضت أرضُ الجلالةِ صرخةً
فأفاقَ صبحٌ من عَظيمِ نـدائي

|||

وَلِأنَّ رعدَ الصوتِ يَـقصدُ تربتي
حَلَّ اهتزازٌ في البـعيدِ النائي

|||

ما هَزَّةٌ مرَّت عـلى أعـرافها
إلَّا ومَادَت من مَهيبِ سَنَائي

|||

شممٌ عَنيدٌ والصخورُ تراصفت
كأصابعٍ قُبضبتْ بِمسكِ لوائي

|||

نهرايَ أسبابُ الحياةِ و سُمرتي
عـُرفا بأجيالٍ تـعودُ لِـمائي

|||

زندايَ طالت قبضتاها عَالَـماً
فتحكَّمت في ظاهرٍ وخَـفاءِ

|||

وجهي تضاريسُ الزمانِ مُأرَّخاً
كبدايةِ التأسيـسِ للعـُظماءِ

|||

فتكونت وتوسعت واستوطنت
غرساً جديداً في مـدى الأرجـاءِ

|||

وتبلور التأريخُ بعد حضارةٍ
بتناقلِ الأخبارِ والأنـباءِ

|||

جَـمعٌ من الأضواءِ موكبُ شِرعَةٍ
طافت عـُصورَ الأدهـمِ الظلـماءِ

|||

الأرض و الكونُ العظيمُ شَريعتي
والحكمُ والإصلاحُ سَيفُ قـضائي

|||

والبحرُ و الأنهارُ بعضُ تَـعَرُّقي
والناسُ و الأمصارُ نَسجُ ردائـي

|||

والحرف و العِلمُ المبينُ براعتي
والهيبةُ الشَمَّاءِ كُـلُّ إبـائي

|||

وأنا مليكُ الأرضِ أحـمل صَارمي
وَبِلَامتي الزيتونِ بين لِحائي

|||

أنا مِنبر التشريعِ عَرشُ مَسلَّةٍ
أنا خبزةُ التنُّورِ للـفقراءِ

|||

أنا بيتُ طينٍ بين خُضرةِ ريـفهِ
أوقلعةٌ تسمو الى الجوزاءِ

|||

أنا تربةُ الحِنَّاءِ حين تزينت
حواءُ أمسي من ثرى الحِنَّاءِ

|||

أنا آدمُ الأعراقِ بعد توسُّلي
بالعفوِ بعد العلمِ بالأسماءِ

|||

من جِذعنا تلكَ السفينةُ أبحَرَت
واستعلت الجوديِّ فوقَ عَـلاءِ

|||

أو كفُّ إبراهيمُ حينَ تطوَّعت
لبناءِ بيتٍ فارتقت ببناءِ

|||

أنا صوتُ موسى حين ينطقُ لاءهُ
بعدَ التقاءِ القومِ من سَيْنَاءِ

|||

أنا بِشرُ عيسى للشعوبِ و قولةً
بالمصطفى في خطبةٍ عَصـماءِ

|||

أنا حيدرٌ الإسلامِ حين تكاثرت
أيدي الجهالةِ في يدٍ عَـضباءِ

|||

ظنوا جموعَ الدرعِ تكسرُ عَزمهُ
فتطايروا من ضـربةٍ نَجلاءِ

|||

أنا كربلاءُ السبطِ وابنُ محمدٍ
و رسالةُ الأديانِ بينَ بهاءِ

|||

إنِّي عراقُ اللهِ حينَ تـفرَّسوا
بالعرقِ كانَ الجذرُ من عَـلياءِ

|||

لولايَ ماكانَ امتدادُ حضارةٍ
أو مَعلَمٍ للعلمِ و العـُلماءِ

|||

إنِّي حَنينٌ بل عتيقُ مَحـَبَّةٍ
كضميرِ أُمٍّ أو عـُلا الآباءِ

|||

يا معشرَ الأقـوامِ عند تذكري
أن تنحنوا للإسمِ قبلَ لِقائي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى