قبل أن تمضي بنا المراكب

د. بديع صقور | سورية

قبل أن تمضي بنا المراكب
أقدم لك زهرة روحي
فهل لك أن تعيرني قليلاً من دفء روحك
كي لا أشعر بالبرد؟!
|||
دوار في رأس الأرض
الأرضُ ضجرة
ولامتسعَ فيها لزهرة
ميادين القتل تتسع
وما من أحد إلا ويدعو إلى مزيد
من القتل !
|||
متى تضيق ميادين الحروب ؟
كيف تستعيد الأرض خضرتها
بعد أن ذبلت ابتسامة الأزهار ؟!
من يعيد للندى شبابه
بعد أن جفت مياه النبع ؟!
|||
صوب فوهة البندقية إلى رأسه
وقبل أن يضغط على الزناد
سأل صاحب الرأس المصوبة إليها فوّهة البندقية :
_ ألسنا أخوة ؟!
ـ بلى.. نحن إخوة ..
وضغط صاحب البندقية على الزناد
فتفجر الرأس وطار منها ما يشبه مناغاة طفل :
وماذا بعد ذلك يا أخي ؟!
|||
حلمت بخلو البحار من القراصنة الذئاب
عندما استيقظت كانت البحار مغطاة بحاملات الطائرات،
والقراصنة الذئاب .
|||
انتشت صدورهم بالانتصار
بعد أن هيأوا لهم سفراً ميموناً
إلى مدائن الموت.
|||
قال له :
– قبل أن تمضي بنا المراكب
تعال نقتسم هذا الماء بيني وبينك
قبر لك،
ولي بقية البحر.
|||
تحت حدائق بابل وقف الجندي الأمريكي
وقال:
– لا تخشوا من تزاحم القتلى
أبشركم بأن المقبرة تتسع..
وتتسع .
|||
كيف أقنعك هذا الــ “أوباما”
بالتخلي له عن شواطئك ؟!
بعد أن منحته ناصية موانئك
عليك ألا تفكر بالعودة
إلى شواطئ
لم تعد مِلْكَ يديك.
|||
يمدوننا بأسباب القتل
فنقتتل على سهول السماء
نتنازع..
كيف سنتقاسمها إذا ما تبقى لنا
وقت في الحياة .
|||
أليس زرع زهرة على التخوم
الفاصلة بيننا
أفضل بكثير من زرع رصاصة
في القلب ؟!
شجرة وداعة تظللنا معاً،
خير من قنبلة تبعثرنا فوق الغبار.
|||
أليس تبادل التحيات في الأعياد
أجمل من تبادل القنص وإطلاق الرصاص؟.
|||
ما دامت الشمس لا تتوقف عن الشروق
ما دامت الروح ترفرف في بستان القلب
ما دام القلب ينبض بالحبّ
ما دام متاع الحياة غبطة الفناء
فلماذا علينا “أن نتعادى فيها
وأن نتفانى” ؟!
|||
أمنحك وردة فتجود عليِّ برصاصة
أدندن لك أغنية كي أؤنس وحشتك،
كي يغتبط قلبك وتنتشي
فلماذا ترشقني بسهم قاتل؟!
|||
كيف يتعلم صغير الطير الطيران
في قفص ؟
كيف يجيء الربيع بلا شتاء ؟
كيف تقاسمني رشفة الماء،
وأنت من سحفتها قبل أن تلامس
شفاه أطفالي الظامئين؟!
|||
نحن ضيوف على هذه الأرض
لماذا نتعادى ونتباغض ونفترق..
هذا مؤمن، وهذا كافر ..
نتقابل بخنجرين ..
من منا وكيلُ الله على هذه الأرض؟!
|||
يبخلون علينا بعلبة دواء
يجودون علينا بغواصات ذرية
وقنابل تكفي لإبادة العالم
أيّها “الكابوي ” كم أنت سخي
بتقديم هدايا الموت لنا؟!
|||
يتقنون قتل الأرواح
يتقنون قتل الغابات
يتقنون إشعال الحروب
يتقنون إبادة الشعوب
يتقنون صناعة الأوبئة والعبيد.
يتقنون خداعنا بالدفاع عن الحرية والسلام ..
كان علينا ألا نثق بما يتقنون،
وبما يتحدثون.
|||
بوسعنا أن نغني للعصافير
بوسعنا أن نلعب مع الصغار
بوسعنا أن نشارك
الأمهات فرحة رجوع
فلذات أكبادهن من الغياب ..
كلُّ ذلك يمكن حدوثه،
إذا كانت قلوبنا بيضاء كالثلج،
وأرواحنا تُجيد التغريد كالعصافير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى