ضَياع
شعر : عبد الناصر صالح
تَضيعُ الأرضُ
مِنْ وَعْثاءِ نكبَتِنا لدمعِ العَيْنْ
وَيسْكُنُ في ثَناياها غُرابُ البَيْنْ
قوارِبُنا مُعَطّلةٌ
مُقَوّضَةٌ
بلا زِنْدَيْنْ ..
فمِنْ أيّ الثَنِيّاتِ النَّبيهَةِ سوف يأتي الزَّيْنْ ؟
عَرايا نحنُ يا وَلدي
يتامى دونَما قَوْسٍ ولا رُمْحٍ ولا كَتِفَيْنْ
نُحَدِّقُ واجِمينَ الصَّوْتِ
يَسْلُبُنا أَعِنَّتَنا
ويسرِقُ نَقْشَنا في غابِرِ الأيّام ،
فوقَ الصّخرِ
ذو القَرْنَيْنْ ..
فَهلْ أسْماؤُنا في الرّيحِ شاهِدَةٌ ؟
تُطارِدُنا المَنافي
قدْ نَكونُ على غُلالَتِها
أجَدْنا البَوْحَ مَخْفوراً بِمَحْرَقَتَيْنْ
تضيعُ الأرْضُ يا وَلدي
ومِن جُرحٍ إلى جُرحٍ
ومِن سجنٍ إلى سجنٍ
ومِنْ موتٍ إلى موتٍ
تُجَرْجِرُنا أفاعي الحيّْ
فأيُّ نبيّْ
سيُخرِجُنا من الظُّلُماتِ
أيُّ نبيّْ
وهل سَيَفُكُّ عُقدَتَنا رَهينُ المَحْبِسَيْنْ ؟
تضيعُ الأرضُ يا ولدي
ودربُ الحزنِ يَقْطَعُ قلبَنا نِصفَيْنْ
و “قادَتُنا ” على بابِ “الكَبينِت ”
يلْعَقونَ الوَهْمَ
يَسْتَجْدونَ حَلَّ الدّوْلَتَيْنْ