شعراء اليوم والجنس الثالث!

مأمون الشبلي | كاتب سوري مقيم في ألمانيا

شعراء هذا اليوم جنس ثالث .. فالقول فوضى والكلام ضباب
يتكلمون مع الفراغ فما هم .. عجم إذا نطقوا ولا أعراب
اللاهثون على هوامش عمرنا .. سيان إن حضروا وإن هم غابوا
يتهكمون على النبيذ معتقا .. وهم على سطح النبيذ ذباب

الأبيات من بائية نزار ومطلعها : ياتونس الخضراء جئتك عاشقا .. وعلى جبيني وردة وكتاب
وانتبه أنك قرأتَ نزار ولم تسأل أي النزارات هو ، إنما أدركت قصدي :نزار قباني ، نعم الأمير الدمشقي الذي فرض اسمه وشعره وأسلوبه حتى إنك لتصف قصيدة ما أو شاعر ما فتقول : نزارية الروح أو نزاري الأسلوب ، واختُلف الناس فيه وشعره أكثر مما اختلفوا في شاعر آخر ، إلا أنه يبقى نزار ، نزار الذي نظم الكلمات عقدًا راقصًا على جيد حسناء فصرت تحار أيهما أجمل : الحسناء أم العقد .
وكنت قرأتُ قريبًا من أبيات نزار السابقة أبياتًا للأديب عبد السلام الفريج يقول فيها :
لم يدر أن واو المعية أرهقت .. فكرًا لديه فبات منها قتيلا
متقعّر في حرفه متنطّع .. يعطيك شعرًا في البناء عليلا
ويقول أني في الفصاحة قمة .. سحبان عندي قد يكون قليلا
لا والذي سمك السماء بطولها .. ما كنت غلا في البيان ضليلا
فدع البيان لأهله لا تحمل الأسفار كي لا تُتلف المحمولا
وهي من أبيات عارض فيها لامية أحمد شوقي : قم للمعلم وفه التبجيلا
ولقد ذهب فيها عبد السلام مذهب إبراهيم طوقان وإن كان بأسلوب بسيط ماتع ، يقول إبراهيم طوقان في معارضته :
يكفي المعلم غمة وكآبة .. مرأى الدفاتر بكرة وأصيلا
لو كان في التصحيح نفع يرتجى .. وأبيك لم أكُ بالعيون بخيلا
لكن أصلح غلطة نحوية .. مثلا وأتخذ “الكتاب” دليلا
مستشهدا بالغر من آياته .. أو “بالحديث” مفصّلًا تفصيلا
وأغوص في الشعر القديم وأنتقي .. ما ليس مبتذلا ولا مجهولا
وأكاد أبعث سيبويه من البلى .. وذويه من أهل القرون الأولى
وأرى حمارا بعد ذلك كله .. رفع المضاف إليه والمفعولا
وأجزم أن أبيات إبراهيم وعبد السلام تصدق في الشعراء أكثر من صدقها في التلاميذ والطلبة ، فلا لوم على هؤلاء إن كانت نُخبة شعراء الأمة قد غدت بين حاقد متقعر ، وناظم يحسب شعره البيان ، ومصفّق لا يُحسن إلا اللهلهة والدردرة ممجّدًا ما عافته ألسنة الفحول فتلقّفته ألسنة صعاليك الفضاء الافتراضي ، و السب والشتائم إن عبت قولًا لشاعره الأثير .
لقد بلغ الحنق بإبراهيم أن وصفهم بالحمار وما زاد بقوله على أن تناص مع قوله تعالى في سورة الجمعة ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم :
” مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ۚ ” ولم يحملوها أي لم يعملوا بها .
وهنا لست بصدد الدفاع عن نزار وشعره ولا مهاجمة من ينثر الغث من الشعر ، ولا مدحًا لأحد ، في النهاية لا يبقى إلا ما يسلب الألباب ويسحر النفوس وإن كانت التقنية قد ساهمت في انتشار الرديء ولعمري هذا ليس إلا نتيجة تردّي اللغة عند عامة الناس ، نعم تردي اللغة ، وإلا كيف لنا أن نستسيغ – ونحن أمة البلاغة – كلامًا لا يحمل في طياته جمالًا ولا بلاغة أو بيانًا ، إنما كلمات صُفّت كيفما اتفق فجاءت على وزن بحر شعري مما ذكره الفراهيدي ، وهنا أذكر شيئًا مهمًا فقد اختار الفراهيدي أن تكون الأوزان على صيغة ” فعل ” فجاء ب : فعولن ، مفاعلتن ، مستفعلن ، فاعلات وغيرها ، وإن كان قد بدأ بقياسه على نعم و لا ، ولو استمر على ما بدأ لكان بعضهم الآن يسمي نص التفعيلة : نص النعمولة ، ومن يكتبها : المنعملون ، من المفعللون ، كما أطلق عليهم ذات يوم أحد شعراء الفيس ، وليته قال عمن ينظم الشعر نظمًا مقيتًا على بحور الفراهيدي ( منعملون أو مفعللون ) لكان أصاب والله ، إي نعم .. متبوعة بنقطتين كما يحب أن يكتبها صديقي المبدع خالد المحيميد والذي أبدع في الجزئين الأخيرين من نصه الأدبي الذي عنونه ب : قصة الخمسين ، فقد جاء بالسهل الممتنع ، الكلام الذي تعرفه فيدور في خلدك وتتداعى به مخيّلتك فإذا ما جئتَ تكتبه أعياك ، وهذا هو سر جمال اللغة ،هذا هو البحر الذي خاضه خالد ومن قبله نزار فأبدعا فيه ، خذ مثلًا قوله – أي نزار – من القصيدة الدمشقية :للياسمين حقوقٌ في منازلنا.. وقطة البيت تغفو حيث ترتاح ، لا أدري كيف يعيبون شطره : وقطة البيت تغفو حيث ترتاح
تعال واقرأ معي في معلقة طرفة بن العبد :
وإني لأمْضي الْهَمّ عندَ احْتِضَارِهِ .. بعَوْجاءَ مِرْقَالٍ تَرُوحُ وَتَغْتَدِي
لا فرق البتة بين وصف القطة التغفو حيث ترتاح ، ووصف طرفة لناقته التي تروح وتغتدي كما تشاء ، إلا أن الشاعر ابن بيئته فذاك استحضر الياسمين وهذا يصف ناقته ، وهذا هو تطوّر الأسلوب اللغوي بأبهى حلله وأجمل صوره ، لا كما يرميه هؤلاء المنعملون كيفما اتفق .
وبما أن الحديث عن الياسمين أذكر بيتًا بسيط اللفظ بعيد مهوى المعنى لعبد السلام في قصيدة عن دمشق :
كانت أزقّتها بساطًا دافئا .. والياسمين على الدروب مزارا
وهذا من البديع حقًا ، فالياسمين المكدس في الدروب مزار ، يا سلام عليك يا عبد السلام ، البيت من رائية بديعة عنونها : دمشق القداسة والياسمين .
بالعودة إلى تناص إبراهيم طوقان مع الآية الكريمة و( نقلي ) لتفسير ( لم يحملوها ) أي لم يعملوا بها فإنا نجد أنفسنا أيضًا أمام بعض من تصدّى لتفسير النص القرآني أو الطعن في أحاديث النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم الواردة في كتابيهما الصحيحين لبخاري ومسلم وهؤلاء شر ممن تكلّم في الأدب والشعر وإنكم إن عبتم علي المقارنة فلا ضير في ذلك ، إنما عطفتهم لأجمعهم معًا في باب الجهل وأصمهم بقلة المعرفة ، لا عن تعصّب إنما عن حجة ، وإنك إن وجدتَ أحًدا منهم يعرف اللغة العربية ويعرف السياق اللغوي والدلالي والبياني ثم يجد في هذين الكتابين ما يُعاب فدلّني عليه لأتبعه وأسفّه كل كتب الموروث الأدبي والديني التي بين أيدينا ، وإني لمّا تتبّعت بعض من عاب وهاجم وجدتهم لا يعرفون من اللغة إلا كمعرفة طلّاب اشتكى منهم إبراهيم طوقان ، ولو كانوا في زمنه أو عاصرهم لما جاوزتهم أبياته .
لستُ أُعرّض بهم هنا بل أصفهم وإنما حجتي غاية في البساطة ولكم تسفّهوا قولي إن كان فيه – كقولهم – علّة ، إني أقول : من أراد الحديث في باب من أبواب العلم فليتقنه ، إنك لا تسطيع أن تفنّد نظرية علمية ما لم تتقن هذا العلم أكان ما أردت الحديث فيه فيزياء و رياضيات أو علم أحياء أو تفسير أحلام ، أما أن تفنّد كلامًا لا تعرف أصوله فهذا والله غباء منقطع النظير ، وأقسم لكم بالله إن جلّهم كَذبة جَهَلة ، فإنك لو أردت أن تترجم أي رواية أو عمل أدبي من لغته الأم إلى العربية فلا بد لك من المعرفة التامة بلغة العمل الأصلية وإلا لخرجت الترجمة مشوهة وهذا ما لا يفهمه هؤلاء الغوغاء ، لا يفهمونه ، فكيف وأنت أمام كتاب كالقرآن وعلم كالحديث ، يا قوم دعكم من هذا الهراء الذي أنتم فيه ، تعلّموا اللغة ثم اضربوا وجوهنا بالحجة لا بسفيه القول وغبيّه ، أما أن تعيبوا التشريع فهذا شأن آخر ، ولتعلموا أن الدين الذي حكم به عمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز هو نفسه الدين الذي بين أيدينا الآن ، إلا أن لا عمر فينا ، لا عمر ، وليس الخلفاء فقط أو الحكّام من استخدموا العلماء لتنفيذ رغباتهم ، فقبلًا أطاحت فتاة مغناج برأس يحيى عليه السلام ، لماذا ، لأن الحاكم أراد فعل ما يحرّمه دين ، الخلل ليس في الأديان ، الخلل في السفلة الذين يريدون العيش على أهوائهم ، وإني لو وجدتُ من يفنّد التشريع ويُظهر عيوبه لاتخذته إلهًا من دون الله .
يا سادتي نحن أمام ثلة من الجهلة لا يعرفون اللغة ، لا يعرفونها ، يا سادتي ليس كل من كتب كلامًا موزونًا صار شاعرًا ، ولا كل ذي لحية عالما ، ولا كل من شرح آية على هواه صار مفسّرًا ، مالكم كيف تحكمون !!
نحن أمام تشويه للغة ، لجمالية المعنى بل للمعنى بذاته ، فبالله عليكم أي تناقض يحمله هؤلاء ؟؟؟
وقد تلاقت أبيات إبراهيم طوقان ورائية لأبي تمام في وصف أمثال هؤلاء ، يقول الطائي :
لا يدهمنك من دهمائهم عدد .. فإن جلّهم بل كلّهم بقر
لو لم تصادف شيات البُهم أكثر ما .. في الخيل لم تُحمَد الأوضاح والغُرر
وفي مثل هذا يقول المتنبي ولعمري لقد جاء بأجمع وصف لهم :
أفاضل الناس أغراض لذا الزمن .. يخلو من الهم أخلاهم من الفِطَن
وإنّما نحن في جيل سواسية .. شرّ على الحر من سقم على البدن
حولي بكل زمان منهم خِلَق .. تُخطي إذا جئت في استفهامها بمن
ولا أُعاشر من أملاكهم أحدًا .. إلا أحق بضرب الرأس من وثن
إني لأعذرهم ممن أُعنّفهم .. حتى أُعنّف نفسي فيهم وأَني
فقر الجهول إلى علم بلا أدب .. فقر الحمار بلا رأس إلى رسن
وانظروا جمال عجز البيت الثالث ، والرابع .
وإنّي إذ قرأتُ في هذا الفضاء السحابي أسماء كالبحتري الصغير و المتنبي الأخير فلم أجد أبا تمام الصغير ، ولعلّي إن طال بي عمر أن أجد أو أسمع بمن ادّعاه فيجعلني أُغيّر وجهة نظري ولا أُردد : كالهر يحكي انتفاخًا صولة الأسد .
وبما أني ذكرت المتنبي فلابأس أن أقول للشاعر الشاب موسى سويدان إن رائيته الأخيرة هي من أردأ ما قرأت له ومن أردأ ما عُورِضت به قصيدة للمتنبي أو اتُكأ عليها ، فما بالك وأنت أمام رائية مُذهلة لو لم يكن في الشعر العربي من الاعتداد بالنفس إلا بيته فيها :
وتركك في الدنيا دويًّا كأنما .. تداول سمع المرء أنمله العشر
أقول ، لو لم يكن إلاه في هذا الباب لكفانا ، وإني وجدت رائية السويدان أقرب إلى نص قاله ذات يوم الشاعر الوليد الشهري في مجاراة قصيدة أبي فراس ذائعة الصيت : أراك عصي الدمع شيمتك الصبر ، وإن كانت أجمل معارضة للبيت سمعتها كانت أبيات للشاعر العراقي خالد السعدي و الأجمل كانت لمحمود سامي البارودي وقصيدة كان مطلعها :
طربتُ وعادتني المخيلة والسكر .. وأصبحت لا يلوي بشيمتي الزجر

بالعودة إلى نصوص التفعيلة ، كنت قد قرأتُ نصًا للشاعر أحمد القسوات لا استطيع التعليق عليه ، إنما أختم به ولكم بعدها أن تسألوا : أيُقال لمثل من يأتي بهذا مفعللون ولغيرهم شعراء ؟؟
وهل يستطيع أولئك الشعراء أن يأتوا بمثله ؟
قال أحمد القسوات :

أبَتاهُ :
لا تذهب فإني خائِفٌ
أن يَحضُرَ الأوغادُ يا أبَتي
فَخُذني يامُنى عَينِي مَعَك .

لاتَترُكِ القَلبَ الصَغيرَ مُعلَّقاُ ،
مابينَ خوفٍ
مِن جُنودٍ ـ إن أتَو صُعِقَ الفؤادُ ـ
وبينَ خوفٍ
أن تعودَ مُضَرجاً ياوالدي
مَوتي يَهونُ ولا أُشاهدُ مَصرعَك .
أبَتاهُ :
هل كلُ الطفولةِ هكذا !؟
هل كلُ أطفالِ العُروبةِ مِثلُنا !؟
مُتَشردونَ وخائفون !!
وكُلُّنا مُستهدفونَ بأبشعِ الطُرُقِ التي
للقتلِ سَنّوها لنا !!؟؟
أبتي تَمالَكْ !!

فالبُكاءُ يَزيدُني ألَـماً إذا عَينِي رَأت دَمعاً تَغَشَّى ذاتَ يومٍ مَدمَعَكْ

بالأمسِ ياأبتي :
قرأتُ حِكايةً ، مَلأت فُؤادي فَرحةً ،
لكنها قد غادَرَتهُ !!
ولم تَـدُم لمَّـا سَمِعتُ القاذفاتُ تَدُكُّنا ..!!!
فأخذتُ أقرأ ( والضُحى )
وهُدَأتُ عندَ : (إذا سَجَى ماوَدَّعَـكْ ) .
سَبعٌ مِنَ الأعوامِ مرَّت ياأبي
وكأنها سَبعونَ
بل وكأنها تاريخُ شَعبٍ قد طَوَت صَفَحَاتِهِ الآلامُ والآمالُ والأحلامُ والإجرام
والأزلامُ والأقزامُ !!!
قد قتلوا الطفولةَ ياأبي !!!
فاحذر كِلابَ الفُرسِ ألَّا تَخـدَعَك .
خُذني وَخُذ روحي مَعكْ !
لن أستطيعَ على الفراقِ
وإنَّني
أرجوكَ لا تذهبْ ..
فإني قد شُفيتُ
ولم أعُـد
أبغي الدواءَ
وها أنا !!
بيديَّ أدفعُ عَجْلَتَي كُرسِيِّيَ الأبديِّ حتى أتبعَكْ .
بالأمسِ قد قَتَلوا زِياداً عِندما اقتحموا البُيوتَ
وقُطِّعَت أطرافُ ليلى
والكثيرُ تَقَطَّعَت أطرافُهم . … .!!!
وأنا كذلك قد جَلستُ إلى الأبد
أو لاقتِحامٍ مُقبلٍ
أنا ماخشيتُ الموتَ خَوفاً ياأبي
لكنني :
أخشاهُ كي لا أُفجَـعَـكْ .
أبتاهُ :
هل جيشُ النِظامِ
حَقيقةً قد كان يوماً جَيشَنا !؟
ورئيسُهُ الجَزارُ كانَ رئيسَنا ؟
وهلِ المدافعُ كُلُّها والطائراتُ
وماحَوَت تلك المَخازنُ مِن سِلاحٍ مُلكُـنا ؟
هل مرَّ يوماً ياأبي :
لم تُخشَ تلك الطائراتُ إذا عَبَرنَ سَماءَنا ؟
وهلِ المدافعُ ذاتَ يومٍ صُوِّبَت نحوَ اليهودِ
ولم تُصوَّب نَحوَنا ؟
قل لي : لماذا اليومَ قَضَّت مَضجَعي ،
بِدَوِيِّها تلكَ المدافعُ
بَل وقَضَّت مَضجَعَكْ
ماعادَ يَلزمُني الطَعامُ ،
ولا الشَرابُ
ولا الدَّواءُ
وإنَّني سَأصومُ كُلَّ الدَهرِ .
رغمَ الرُّعبِ
رغمَ القهرِ
رغمَ مَرارةِ الأيامِ .. فابقى هاهُنا .
ماعُدتُ طِفلاً ياأبي .
فلقد لَمَستُ بِأنَّ وَضعِيَ أوجَعَكْ
ويعودُ سِربُ الطائِراتِ مُدَوِّياً .
وعَلا الصُراخُ
وعَمَّتِ الفَوضى
وأطفِئتِ القَناديلُ التي قد شاركتهُم كُلَّ يومٍ خَوفَهم ..!
وتَزاحَمَ الأطفالُ تحتَ بنايةٍ
ويُرَدِّدونَ جَميعَهُم :
ياااااا قائلاً لِنَبِيِّهِ : ( ماوَدَّعَكْ… ماوَدَّعَكْ )

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى