معالي المثقف (7)

الشاعر أشرف حشيش / فلسطين

معالي المثقف!

جريءُ الطرحِ،يحملُ بشدةٍ على تراثهِ،متهكّما على عمرو بن كلثوم

((لنا الدنيا وما أضحى عليها = ونبطشُ حينَ نبطشُ قادرينا))

ولم يتوقفْ عندَ عتبةِ عمرِو بنِ كلثومٍ ، إلا ليقفزَ رويدًا رويدًا حتى يصلَ لقولهِ تعالى ((واقتلوهم حيث ثقفتموهم)) ثمّ يقولُ بتأففٍ (دينُنا دمويٌ) .

كانَ يجبُ على دينِكَ أنْ يقولَ:_ واجهْ مَنْ يقطعُ رأسَكَ بابتسامةٍ…!، حتى ترضى شهيتُكَ الاستسلاميةُ ، ورقبتُك المياسةُ على سيفِ عدوِّكَ.

هو أحمقُ لا درايةَ لهُ بأسبابِ النزولِ ولمْ يطَّلعْ على نصوصِ الآخرين:

(إنجيل متى 10: 34-35)” لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا بَلْ سَيْفًا. فَإِنِّي جِئْتُ لأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ، وَالابْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا، وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا.”

أنصحُكَ يا معالي المثقفَ أنْ لا تطرقَ بابَ الأديانِ فتدينَ نفسَكَ .

وأنا لي أصدقاءُ مسيحيون هنا يبادلونني الاحترامَ والأدبَ ، ولا يتكلمون بطرحِكَ .

وللنصوص الدينيةِ مَنْ هُوَ مُطّلِعٌ على تفسيرِها، وأسبابِ نزولِها.

معالي المققف تَرْكُ أمثالِكَ ليسَ رزيةً بل مكسبا، وإنما الرزيةُ في فقدِ إنسانٍ حرٍّ غيورٍ على ثقافةِ أمتهِ وتاريخِها .

وصدق الشاعر إذ قال:

لعمرُكَ ما الرزيةُ فقدُ نذلٍ = ولافرسٌ يموتُ ولا بعيرُ

ولكنَّ الرزيةَ فقدُ حرٍّ=يموتُ لموتهِ خلقٌ كثيرُ

من كتابي (معالي المثقف)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى