هل تدري.. من ديوان: أن تحب جميلة

د. محمد سعيد شحاتة | مصر
هل تدرك معنى أن أكتب في عمق الليل إليها
كي أسمع صوتا ممزوجا بالنور
وإن أخفت بين الأنسجة المجدولة بعضَ حياء
أهمس في أذن الليل:
ثكالى الغربة فوق الأعراف يلوذون بأوجاع البوح
يتوقون لبئر النور
وهمهمة الأرواح السَّكْرى
فتقول:
البصَّاصون على عتبات الشارع
والرفقة تستاء من الأحلام
ولا شيء سوى قيدٍ
وبصيصٍ من ضوء في أعلى الحائط
ينساب كما الماء الرقراق
كما القطرات المنسابة بين حنايا الزهرة
ترسم روحًا عطشى
وضلوعًا أنهكها القيظُ
وتشتاق لبعض رواء
تنسرب الروح إلى عتبات النور
يزاحمها الآتون من الأودية الحيرى
ينسكبون على العتبات بقايا أشباح:
“غرباء على عتبات النور
يلوذون بأوجاع العشق”.
والأعراف تضيق بمن لاذوا
تنسرب الروح إلى النور المنساب بأعلى الحائط
ينساب كما الماء الرقراق
كما القطرات المنسابة ترسم قلبًا
يشتاق لبئر النور
ثمَّةَ مَنْ ألقى حبل نجاة في عتمة هذي الأودية المأخوذةِ
نحو شعابِ أفاعٍ خطَّتْ دربًا للآتين إلى بئر النور
فتاهوا
ثمَّةَ مَنْ رسم طريقا للروح لترقى نحو العتبات
وأفاء عليها من فيض النور
وأسبغ بعضًا من صفوٍ وبهاء
|||
هل تدرك معنى أن أكتب في عمق الليل إليها
كي أفتح للأنجم نحو القلب طريقا
كي أسمع صوتا ممزوجا بالنور
وإن أخفت بين الأنسجة المجدولة بعضَ حياء
كي أقبض في الليل على جمر الوهم
وأعانق صورتها المرسومة
فوق جدار ضلوعٍ أنهكها الوهم
هل يُبْديها الوهمُ كصورتها الأولى؟!
باسمة وودودا؟!
|||
البصَّاصون على عتبات الشارع
والرقباء على أودية القلب
ومن خانوا في العتمة
حين ازدحمت بين ضلوع الحلم سهامُ الغدر
ومن مرُّوا فوق ضلوعٍ مثقلة بحنين وهَّاجٍ
أو رحلوا بين زوايا النسيان
ومن عبروا فوق تخوم الروح كريحٍ
أو إعصارٍ
أو نسجوا في الليل خيوط الوهم
|||
هل تدرك معنى أن أكتب في عمق الليل إليها
كي أسمع صوتا ممزوجا بالنور
في ليل لجيٍّ تنساب الروح إليها
وتؤوب إلى وادٍ عشقته في صفو الأيام
وتفتِّش عن بعض ملامح من رحلوا
من جعلوا الغربة أوسمة ونياشين
وأودية ودروبا
فتقول:
البصَّاصون على عتبات الشارع
والرفقة تستاء من الأحلام
ولا شيء سوى قيدٍ
وبصيصٍ من ضوءٍ في أعلى الحائط
وأقول:
أنهكنا الترحالُ إلى مدنِ الغربة
نجترُّ الأحلامَ
وتغزونا الأشباحُ
ويُسْلِمنا البحر إلى البحر
نفتِّش عن بعض ملامح من رحلوا
لا شيء سوى وادٍ ممتدٍّ من وهم
وسراب
فتقول: ….
وأقول: ….
ونلملم عند الصبح الأذيال
لنعود إلى جبٍّ نتقنُ سُكْناه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى