الهروب بحيلة عدّ الخِراف

سهام الدغاري | ليبيا
كل الأحلام الملونة ذهبت لتستريح فوق كتف الشيطان بعد أن تركتنا عراة نلتمس من جحيم الأرض بعضاً من دفء وسُبات
ربما هذه ليست بداية موفقة أصافحكم بها. بعد عودة
كان يجب أن أعود إليكم بوجه مطلي بالأبيض
يمنحكم الكثير من الابتسامات والتهنئات البلاستيكية
ويخرج لكم لسانه حين تستديرون
وجه لايحثكم على التذكر
ولا على البحث في شريعة الحياة والموت
على كلٍ عيدكم سعيد
نعم.. سعيد
فلا شيء يمنعنا من أن نكون سعداء
فنحن نتكتل داخل حيوات لا نحياها
ولا نحزن إلا حين نتذكر الحزن
وقلما نتذكر
وفي الصباح نجلس مع كل أحلامنا المؤجلة
ومواعيدنا التي لم نرتب لها
وكل قصائدنا التي كتبناها عن
الحب
الحرب
الشمس
القمر
الفرح
الحزن
كل قصائدنا التي لا تنجب إلا كذباً
لنقنع أنفسنا بأنه صباح جميل
وفي المساء
نعجز عن الاختباء من ذكرياتنا
فنلجأ لحيلة عد الخِراف
لعلها ستمنحنا عذراً للنوم
وانتظاراً غير مثمر لصباحٍ نرجوه أجمل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى