ماجدة موريس تروي “سنوات التكوين” في”القاهرة الكبرى”
خص | إذاعة القاهرة الكبرى
يستضيف الإعلامي حسين الناظر من خلال برنامجه “سنوات التكوين”، الذي يذاع مساء اليوم الخميس 7.30 مساء على موجات إذاعة القاهرة الكبرى. الكاتبة الصحفية والناقدة الفنية ماجدة موريس؛ نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية، ورئيس تحرير شاشتي الأسبق، ومدرس النقد السينمائي والتليفزيوني، عضو اتحاد نقاد السينما المصريين، عضو الإتحاد الدولي للصحافة السينمائية، في حديث عن سنوات التكوين الفكري والثقافي والفني في حياتها.
وتروي “موريس” مولدها بمدينة الأسكندرية في ١٤ سبتمبر عام ١٩٤٧م، و دور الوالدين خاصة والدها الذي كان مثقفا محبا للفن والثقافة ويمتلك مكتبة فنية كبرى تضم عدد كبير من الأسطوانات لكبار الفنانين والمطربين مثل سيد درويش وعبده الحامولي ومنيرة المهدية ومحمد عبدالوهاب وأم كلثوم وعبدالحليم حافظ وغيرهم. ما جعلها تحب الموسيقى والغناء وتمتلك أذنا موسيقية.
وأثر مكتبة البيت التي كانت تضم عددا كبيرا من الكتب، وبداية تعلقها بالصحافة من خلال حرص الأب على اقتناء الصحف اليومية والمجلات خاصة روزاليوسف التي تعرفت من خلالها على عالم الفن والإبداع، حيث تعلقت بإبداعات ومقالات الأديب إحسان عبدالقدوس، الذي كان والدها يحبه كثيرا وسمى أخوها الأصغر “إحسان” حبا في إحسان عبدالقدوس.
وتؤكد “موريس” أن حب روز اليوسف وإحسان عبد القدوس كان أحد العوامل التي جعلتها تحب مهنة الصحافة في هذا الوقت المبكر من حياتها، وتحلم بأن تكون جزء من هذا العالم، وتذكر أنها كانت تكتب على كراساتها في المدرسة الإعدادية ( ماجدة موريس صحفية)، وسط ضحكات زميلاتها.
وتروي قصة انتقالها من مدرسة الراهبات الإعدادية الخاصة، إلى مدرسة محرم بيه الإعدادية بنات، وهي مدرسة حكومية كان الانتقال إليها نقلة نوعية مميزة حيث وجدت فيها كافة أنواع الأنشطة المدرسية فريق موسيقى وفريق تمثيل وفرق رياضية لألعاب مختلفة، إضافة إلى المكتبة.
وتتذكر دور المدرسين في المدرسة خاصة معلمة اللغة العربية أستاذة زينب، التي كانت مضرب الإخلاص والتفاني ماغرس فيها وأقرانها حب اللغة العربية والكتابة الإبداعية، حيث يرجع لها الفضل في اكتشاف وتنمية موهبتها الإبداعية في كتابة المقال والقصة وموضوعات التعبير المختلفة، مؤكدة أن مجتمع المدرسة في خمسينات القرن الماضي كان رائعا جدا جدا، وكان التعليم في أفضل حالاته، وكان المعلمون في أفضل أحوالهم وقمة عطائهم.
وتواصل “موريس” أن هذا التعلق بالصحافة كان دافعا لالتحاقها بكلية الآداب قسم الصحافة، الذي لم يكن موجودا إلا بجامعة القاهرة، وهي الدفعة الأخيرة قبل أن يتحول القسم إلى كلية الإعلام.
وتتذكر معارضة والدتها الشديدة لفكرة اغتراب البنت بعيدا عن أسرتها حتى لو كان للتعليم أو العمل، لكن أمام إصرارها وتمسكها بتحقيق حلمها، أقنعت أمها أن الحياة في القاهرة مهمة للعمل بالصحافة، مشيرة إلى دور عمتها التي كانت بمثابة والدتها الثانية، والتي كانت تقطن حي مصر الجديدة في إقناع والدتها، وإصرارها أن تقيم معها بالبيت غير مستوعبة فكرة أن تقيم أبنة أخيها بالمدينة الجامعية بعيدا عنها، وهو ما كان سببا في إرضاء وطمأنة والدتها.
وتحكي “موريس” تكوينها العلمي والثقافي بالجامعة حيث كانت دفعتها تضم طلاب من ١٥ دولة عربية وأفريقية، ودراستها على يد أساتذة أعلام مثل د. فاروق التهامي، ود. منى الحديدي التي كانت معيدة وقتها، وفرص التدريب بالمؤسسات الصحفية الكبرى مثل الأهرام والجمهورية وأخبار اليوم روزاليوسف.
وترجع ” موريس” علاقتها بالسينما التي بدات بترددها مع الأسرة بانتظام في الأجازة٦ الأسبوعية على دور السينما الكثيرة بمحطة الرمل في الأسكندرية، ومتابعتها لأخبار الفن والفنانين، وقراءة الأعمال الروائية والقصص التي تحولت لأفلام مثل قصص وروايات إحسان عبدالقدوس، ثم ترددها وهي طالبة على نادي السينما بالقاهرة الذي كان يرأسه الفنان أحمد الحضري رحمه الله، حيث كانت تحضر أسبوعيا عرض الفيلم والمناقشة التي تعقبه بحضور نحوم وصناع الفيلم، وأيضا حرصها على التردد على جمعية الفيلم التي أنشأها الأديب الكبير يحيي حقي، التي كانت تعرض الأفلام السينمائية العالمية.
وعن بداية عملها بجريدة الجمهورية تقول أنها بدأت بالتدريب بالجريدة في السنة الختامية بالكلية، ونظرا لتميزها طلبوا منها مواصلة التدريب بعد التخرج، ما أتاح لها فرصة العمل بالجمهورية، وتروي تأثرها بأساتذتها في الجمهورية والمساء مثل الأستاذ مصطفى بهجت بدوي ، والأستاذ إبراهيم نوار رئيس التحرير الذي أصر على تعييني بعد أن عرف أنني مجتهدة، والناقد الفني أحمد ماهر رئيس القسم وقتها الذي اختارني وشجعني للعمل بالقسم الفني، والناقد الكبير الأستاذ سمير فريد أول من كلفني بكتابة مقال نقدي ونشره لي بجريدة السينما والفنون التي أصدرتها الجمهورية كأول جريدة متخصصة في السينما، وفي قسم الأدب تعلمت فتحي عبدالفتاح وصلاح عيسى ، وفي المساء الأساتذة الأستاذ سامي خشبة والكاتب الكبير الأستاذ فتحي عبدالفتاح والناقدة الأستاذة خيرية البشلاوي.
وتحكي عن قصة دراستها بمعهد النقد الفني على يد الأستاذ عبدالسلام الشريف عميد المعهد وقتها، ود. رشاد رشدي، وعدد من الأساتذة الأجانب، وزمالتها لعدد من المبدعات والمبدعين مثل: د. ماجدة واصف عميد معهد العالم العربي في باريس، ود. درية شرف الدين، ومخرج الرسوم المتحركة ألفريد ميخائيل، والسيناريست فايز غالي الذي أصبح زوجي فيما بعد، وغيرهم