كأنّا في أيادي الريح دَيْنٌ

د. ريم سليمان الخش | سورية – فرنسا

أيُعقَلُ أنْ يلينَ ويستكينا
وجودٌ لا يُغيثُ القانطينا

|||
به زمنٌ يسيرُ كدفقِ نهرٍ
فما ثَمَّ الأُلى للواردينا

|||
فلا تندمْ على حُقبٍ توارت
مَسيحُكَ لن يقومَ ليفتدينا

|||
وأرضُكَ سُوِّرتْ شوكًا وضيمًا
وأسوءُ ما ترىٰ أنْ لا مُعينا

|||
يُمزِّقنا الشتاتُ مبعثرينا
ونُجمَعُ في الأسىٰ متلبِّسينا

|||
كأنّا في أيادي الريح دَيْنٌ
تُوَزِّعنا شمالًا أو يمينا

|||
يَضمُّ الآخرينَ حساءُ دفٍّ
ونحنُ المبعَدون التائهونا

|||
ونحنُ الموجَعون بغير ذنبٍ
سوىٰ وعيٍّ فكُنا المصطَلينا

|||
سوىٰ أنَّ العيونَ رنَتْ إلينا
ضياءً يستفزُّ المبصرينا

|||
سوىٰ أنّا اتقادٌ عبقريٌّ
بألفِ كريهةٍ أدهىٰ ابتُلينا

|||
معالمُ كالنجومِ مشعشعاتٌ
تَباغَضُها كهوفُ الجاهلينا

|||
فنحن اللامِعونَ إذا سطَعنا
ونحنُ الخالقونَ المبدعونا

|||
ونحنُ الأقدرونَ على صعابٍ
بها ارتجفَتْ قلوبُ العالَمينا

|||
وأرعَنُنا إذا الغوغاءُ هاجت
يبَزُّ رؤىٰ جموعِ الأكثرينا

|||
جَنانا نخلةٌ سمَقَتْ وطابت
تشاكَسَها الحَصىٰ حينًا فحينا

|||
لنا هِمَمٌ تعالت في ذُراها
رواسخَ ما حيينا شامخينا

|||
إذا الإنسانُ أُلجِمَ في مَداهُ
تخطَّينا المدىٰ متوثبينا

|||
خرَقْنا كلَّ طاغٍ مستبدٍ
وطوَّعنا الحديدَ لكَي يلينا

|||
فنحنُ هدىً لأكثرِكُمْ جُموحًا
وأوفرِكُمْ فنونًا أو جُنونا

|||
نوثّقُ في أكُفِّ الخُلدِ سِفرًا
تَسامَىٰ لم يعُد ماءً مَهينا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى