نص ولوحة: دعاء الحنطة

عبد السلام سنان | ليبيا

ما زلتُ أركضُ في فلاةِ البكاء، أحلّقُ بلا أجنحةٍ كالمجدِ الموشوم في مخيّلةِ أحصنةٍ مهزومة، مدجّجةٍ بصهيل شهوات العيون الذابلة، أنشرُ شهوة القصيد على حبلِ الأرض الحانية، أسائلُ نوارس المآذن والقباب المنفرجة على السماء، أين تمضي عزلتها الأخيرة، أتنصّتُ لثغاءِ الأرصفة والعتبات المُنهكة، أتربّصُ بظمأ النوافذ القلقة، البلاد الموسومة بالنار، عراجينٌ أتخنها النضج، تفقد المواسم نكهتها، عند الطرف الآخر من الليل، ثمّة عينين لامعتين، مبلّلة بالشغف الحرون، ذاكَ الجسد البلّوري ينفثُ حمم تنور اللهف الدامي، ميلة مخاتلة تجدل ضفيرتها الشمعيّة، حبقٌ منقوعٌ في عسجدِ نعناعي الأنفاس الشرهة، خرافة أنثى يعتّقُ شفاهها رطب هوني اللثغ، خبأت بريقها الصلصالي في رحمِ شمسٍ حامية، تنشدُ صحوتها الأخيرة قبل قيامةِ الأفول الظالمة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى