على ناصية المدرسة (٢)
د الهام الدسوقي | القاهرة
يوم جميل هو الذي اخرج فيه من المدرسة منتدبة إلى التدريب، طريق طويل أسيره وحدي حتى وصلت إلى المكان، وبالرغم من قدم وتهالك المكان إلا أنه ذكرني بأيام الطفولة الأولى في رحاب المدرسة وسرت اتأمل الجدران بما كتب عليها من شعارات لا أعتقد مع تغير قيم المجتمع انها ذات مغزى. واضعت نصف الساعة ابحث عن الماضي بداخلي.
من بعيد تعلو الأصوات تختلط فيها الهمسات مع الاعتراضات والصراخات تدل على الجدل الذي لا ينتهي بين المدرب والمعلمين من الطائفة التي ترفض التغيير رفضا تاما، وسكوت تام من الخاضعين المنفذين بلا صوت.
تقدمت فكان انضمامي لأحد المجموعات المنقسمة إلى مؤيد ومعارض، بملابس اشبه للعمال في المصانع وذقون أطلقت دليل ان المياه لم تمسها من اسبوع واحذية بالية لا تدل على الفقر اكثر من كونها دليل إهمال، يصيح احد المعلمين ازاي ادرس حاجة مش فاهمها، ويضحك الآخر قائلا هو ايه الارقطيون يا جماعة والا القيقب انتو عاوزنا ندرس حاجات مش عارفها ويعلو صوت اخر اسكتوا خلينا نخلص وكل واحد يشوف شغله.
اما صديقتي المثقفة المنمقة الملابس كانت تستمع في صمت ويفور الدم في عروقها مما تجد من قدوة المجتمع، فقامت سريعا وفتحت الإنترنت وكتبت ما تريد معرفته وفي ثانية واحدة كان الأمر قد تجلى وعرف الجميع المعلومة دون عناء وصاحت اتركوا المجال للطالب ليعرف وحده.
نظر الجميع إليها كأنها كائن فضائي يأتي بأفعال لا يستطيعها بشر، وأصر الجميع على أنهم لا يفهمون المنهج.
( تأملات في السلوك المهني للمعلم)