ملتقى الشارقة للسرد وشؤون الرواية العربية في العدد الجديد من “الشارقة الثقافية”
دائرة الثقافة – الشارقة الثقافية
صدر أخيراً العدد (72) لشهر أكتوبر (2022م) من مجلة (الشارقة الثقافية)، التي تصدر عن دائرة الثقافة بالشارقة، وقد جاءت الافتتاحية تحت عنوان (رؤية الشارقة وبرنامجها الثقافي الدائم)، مشيرة إلى أنّ المتتبع للجهود الكبيرة التي تبذلها مدينة الشارقة في تعزيز مشروعها الثقافي،وإيصال رسالتها إلى العالمية، ودعمها اللامحدود للمبدعين والمثقفين، سيتعرف إلى استراتيجية شاملة ومتكاملة، ترتقي إلى الطموحات والأهداف، وتحاكي الزمن في تدفقه وحداثته، وسيتعرف أيضاً إلى الرؤية العابرة للحدود والثقافات، وإلى الماضي والمستقبل، والتي جعلت الشارقة محط أنظار العالم، تحتفي بها البلدان واللغات والحضارات، وهذه الاستراتيجية والرؤية هما اللتان تعطيان الشارقة مكانتها وحضورها.
من هنا كما تقول الافتتاحية، تعلن دائرة الثقافة كل عام، عن برنامجها السنوي الخاص بالمهرجانات والملتقيات الدائمة والأنشطة والفعاليات الثقافية والفكرية المختلفة، واستضافة المبدعين والمثقفين والشعراء والأدباء والفنانين، واحتضان إبداعاتهم ونتاجاتهم الأدبية والفنية، إضافة إلى تعزيز دور المكتبات والمسارح والمتاحف والمعاهد المتنوعة.
أما مدير التحرير نواف يونس؛ فتوقف في مقالته (ريادة الرواية العربية لم ترتدِ المعطف الغربي) عند جهود النقاد العرب، الذين اجتهدو في دراساتهم الأكاديمية المتعلقة بالسرد العربي، وتوصلوا إلى تاريخ مختلف لأول رواية عربية، فمنها من أرجع الريادة إلى خليل الخوري في روايته (وي.. إذن لست بإفرنجي) (1865م)، ومنهم عبدالله إبراهيم ومحمد يوسف نجم، ولم يقتصر جهد النقاد العرب في بحثهم المتواصل عن ريادة الرواية عربياً، على تحديد رواية بعينها، فقد أثمرت دراساتهم عن اكتشاف روايات عربية أخرى، منها رواية (الأسهم النارية) للكاتب أنطون صقال.
وبيّن أنّ المفاجأة الأكثر تأثيراً في أبحاث النقاد العرب، أنهم توصلوا إلى معطيات تضارع عملية التأريخ للريادة، حين اكتشفوا أن جزءاً من هذه الريادة، يعود إلى وجود أربع روايات كانت مجهولة، تنسب إلى أمير الشعراء أحمد شوقي، وهذا ما أكده الناقد محمد صبري الذي أصدر كتابه الشهير (الشوقيات المجهولة).
وفي تفاصيل محتويات العدد؛ كتب يقظان مصطفى عن البوزجاني مؤسس علم الهندسة التحليلية، وتطرق الكتاني حميد إلى اللغة العربية في مرآة اللسانيات الاستشراقية، وقدم خالد عواد الأحمد إطلالة على (الرمثا) مدينة القوافل ومحطة الحجاج، فيما تتبعت غنوة عباس سيرة مدينة (سدراتة) التي امتزجت ملامحها الإسلامية بالشرق والغرب.
أمّا في باب (أدب وأدباء)؛ فتابع كل من خليل الجيزاوي ومحمد بكر فعاليات ملتقى الشارقة للسرد، الذي شهد حضور (60) كاتباً روائياً وناقداً في القاهرة، وحاور أحمد اللاوندي الشاعر الدكتور المنصف الوهايبي، الذي أكد أنّ العربية لغة درجت في رحم الشعر، وأطلت عبير محمد على عالم الأديب فرح أنطون، الذي لم يترك مجالاً أدبياً إلا وطرقه، وكتب عبده وازن عن الكاتبة الفرنسية فرانسواز ساغان، التي شكلت ظاهرة روائية، وألقى عبدالعليم حريص الضوء على معجم العبارات الاصطلاحية بثلاث لغات (عربي– إنجليزي– فرنسي)، وتوقفت سهاد سعيد محمد عند وولت ويتمان، رائد الشعر الأمريكي، والذي أطلق حركة الشعر الحر في العالم، فيما كتب علي حسن الفواز عن التاريخ وغواية السرد، وتناولت هبة محمد سيرة الأديب صالح الحامد، الذي يعدّ رائد المدرسة الرومانسية الشعرية في اليمن، وقدم يوسف عبدالعزيز مداخلة حول رواية (هاني بعل الكنعاني)، للروائي صبحي فحماوي، الذي يأخذنا إلى حقبة تاريخية موغلة في القدم، وكتب خلف أحمد أبوزيد عن مسيرة الأديب زكي مبارك، الذي نهل من معين الثقافة العربية الإسلامية، وتناول رمضان رسلان آنا ماري شيمل، التي تعتبر أنموذجاً فريداً في عالم الاستشراق، وقدم عزت عمر قراءة في ديوان (الأغاريد) للشاعر سيف محمد المري، الذي يستعيد تراث الغزل بروح الرومانسية، وتوقفت أميرة المليجي عند خالد الفرج شاعر الخليج العربي، ومن رواد التجديد في الشعر، ورصد وفيق صفوت مختار بعض المحطات عن الذين رحلوا مبكراً وتركوا إرثاً إبداعياً كبيراً،
بينما اختارت ذكاء ماردلي؛ الكتابة عن رسول حمزاتوف، سفير الأدب الداغستاني، واستعرض محمد سيد أحمد جائزة الشارقة للإبداع العربي في المسرح، والفائز بالمركز الأول ميثم هاشم طاهر، واستكشف حاتم السروي شعر الرؤيا، الذي يتضمن دلالات ورموزاً تلتقط الأحلام، وحاور محمد جمال المغربي الروائية السعودية هيلانة الشيخ، التي أكدت أنّ التشكيل والأدب وجهان لعملة واحدة.
وفي باب (فن. وتر. ريشة)؛ نقرأ الموضوعات الآتية: أعمال كافكا التي أخفاها عن الأنظار– بقلم محمد العامري، نجا المهداوي.. الريادة في اللوحة الحروفية المعاصرة– بقلم أديب مخزوم، عز الدين ميهوبي.. البطولة في المسرح دائماً للجمهور– حوار ممدوح عبدالستار، صلاح القصب.. الشعر روح المسرح والصورة لغة الإشارة– حوار ظافر جلود، (أسرار الروح) أولى التجارب السيكوسينمائية– بقلم فارس خدوج، (صباح واحد رائق).. انتصار للمرأة أمام منعطفات الحياة– بقلم أسامة عسل.
من جهة ثانية؛ تضمّن العدد مجموعة من المقالات الثابتة، وهي: شهادة للتاريخ– بقلم د.محمد صابر عرب، الجمالية في علم اللغة العربية– بقلم منال محمد يوسف، ظاهرة الروايات العربية (ثنائية التأليف) من (القصر المسحور) إلى اليوم– بقلم مصطفى عبدالله، نجيب محفوظ.. السيرة الذاتية بين البدايات والنهايات– بقلم اعتدال عثمان، مزيج الفكر والإبداع– بقلم الأمير كمال فرج، دروس لمواصلة ما تبقى من مسيرة العمر– بقلم آمال مختار، (عوالم خفية) حكايات عبدالفتاح صبري– بقلم ثريا عبدالبديع، بيوت الأدباء.. تاريخ ماثل– بقلم رعد أمان، درر السرديات في التراث الأدبي– بقلم نبيل سليمان، دور الأدب والفن في منظومة الثقافة– بقلم محمد محمود عثمان، مكابدات الشجر– بقلم عبدالواحد لؤلؤة، جريان الزمن– بقلم أنيسة عبود، نوزاد جعدان وفضاءات الإبداع المتنوع– بقلم د.أديب حسن، الكتابة والقراءة وثقافة الإنسان– بقلم سلوى عباس، الحسن البكري.. سجل المشهدية اللافتة للرواية السودانية– بقلم زمزم السيد، العطر في الشعر العربي.. موسيقا الحواس وسفر في الذاكرة– بقلم سوسن محمد كامل، الأمكنة وشغف العبور– بقلم إكرام عبدي، (رائد القلوب) للكاتبة فاطمة الزهراء بولعراس– بقلم محمد حسين طلبي، مؤمن سمير يتناول التدوينات والتنوع الثقافي والمعرفي– بقلم نور سليمان أحمد، بين الأبيض والأسود.. نصوح زغلولة يصور الشام– بقلم سعيد البرغوثي، مسرحة عناصر اللوحة ومستغلقات التشكيل– بقلم نجوى المغربي، أطراف العملية الإبداعية– بقلم د.مازن أكثم سليمان، الحكمة الصينية عبر العصور– بقلم علي كنعان، جمال مطر يوظف التراث بروح معاصرة– بقلم نشوة أحمد، ابن زريق البغدادي.. شاعر القصيدة اليتيمة– بقلم أحمد أبوزيد.
وفي باب (تحت دائرة الضوء) قراءات وإصدارات: محمد مندور في الأدب والنقد– بقلم ناديا عمر، إنسانية الطفل وصدقه –بقلم مصطفى غنايم، (التضمين العروضي) دراسة محمد الطحناوي– بقلم انتصار عباس، (صاحبة الأداء الباكي) إعداد عمرو دوارة– بقلم ضياء حامد، ثنائية التراث والحداثة– بقلم د.بن الطالب دحماني، قضايا الوطن في القصة القصيرة الإماراتية– بقلم أبرار الآغا، الكتابة عن الذات من منظور نسائي– بقلم د.مريم أغريس، (أطياف من حياة مي)– بقلم نجلاء مأمون.
وأفرد العدد مساحة للقصص القصيرة والترجمات لكوكبة من الأدباء والمبدعين العرب، وهي: علياء الداية (هدنة) قصة، (الهدنة:أحلام صغيرة)- نقد/ بقلم د.سمر روحي الفيصل، سمير حكيم (هو الآخر) قصة قصيرة، خالد طلحة (شفير الانهيار) قصة قصيرة، مصطفى فياض (الحب ليس بناية دائمة) قصة مترجمة، إضافة إلى (أدبيات) فواز الشعار، وتراثيات عبدالرزاق إسماعيل، تضمنت جماليات اللغة وقصائد مغناة وواحة الشعر وينابيع اللغة.