أَساطِير الخلودِ
سميرة فرجي |شاعرة مغربية
كَوَيْتَ القَلْبَ سَبْعًا بِالصُّمُـودِ
لِـتَـثْـأَرَ مِن صُـدُودِيَ بِالصُّـدُودِ
|||
وَمَا اخْتَرْتُ ابْتِعَادِي عَنْكَ طَوْعًا
وَلَكِنْ فِي ٱلْهَوَى ضَاقَتْ حُدُودِي
|||
تَغِيبُ كَمَا ٱلضِّيَاءُ فَلَا أَرَانِـي
كَأَنَّكَ قَدْ سَطَوْتَ عَلَى وُجُودِي
|||
وَتَـشْهَـدُ لَوْعَةٌ حَرَّى وَسُهْـدٌ
وَسُقْمٌ نَالَ مِنْ رُوحِي وَعُودِي
|||
بِأَنَّكَ فِـي شَرَايِينِي مُـقِـيمٌ
وَهَلْ فِي ٱلْكَوْنِ أَصْدَقُ مِنْ شُهُـودِي؟!
|||
وَمِنْ خَوْفِي عَلَيْكَ وَحَرِّ وَجْدِي
أَخَافُ عَلَيْكَ مِنْ عَيْنِ ٱلْحَسُودِ
|||
يُلاَحِـقُنِـي خَيَالُكَ فِي رُكُوعِي
فَأَشْرُدُ فِي القِيَامِ وَفِي القُعُودِ
|||
وَلَوْلَا أَنْ خَشِيتُ عِقَابَ رَبِّـي
لَمِلْتُ إِلَى خَيَالِكَ فِي سُجُـودِي
|||
وَآثَـرْتُ الـرُّكُـوعَ بِـلَا حِسَابٍ
لِأَمْضِي كُـلَّ عُمْرِي فِي شُرُودِ
|||
وَخَوْفِي أَنْ أُجَافِي ذِكْرَ رَبِّـي
إِذَا نَطَقَ الخَيَالُ وَقَالَ عُودِي
|||
لِوَجْهِكَ كَمْ أَحِنُّ وبِي عِنَـادٌ
فَلَا تَعْبَثْ بِأَوْجَـاعِ ٱلْعَــنُـودِ
|||
فَلَيْتَ ٱلْجَمْرَ بَرْدٌ فِي الحنايا
وَلَيْتَ ٱلصَّبْرَ جُنْدٌ مِنْ جُنُـودِي
|||
شَقِيتُ بِطُولِ أَسْرِكَ وَٱللَّيَالِي
وَهَذَا مِعْصَمِـي أَدْمَـى قُيُدِي
|||
فَمَا أَقْسَى هَـوَاكَ إِذَا تَلَظَّى
وَآلَ كَمَـا ٱلْهَشِيمُ إِلَى هُمُودِ
|||
أَأَبْـكِي ذِلَّةً؟! ذَا مُسْتَـحِيلٌ
دُمُوعُ الذُّلِّ تَجْرِي فِي خُدُودِي!
|||
فَـإِنِّـي لَمْ أَرِثْ وَاللهِ شَيْــئـا
سِوَى كِبْرٍ رَضَعْتُهُ مِنْ جُدُودِي
|||
وَلِي قَلْـبٌ إِذَا أَضْــنَـاهُ شَوْقٌ
يُـحَـاوِرُ بِـالـبَـوَارِقِ وَالــرُّعُودِ
|||
فَـمَـاذَا لَـوْ نُـجَذِّفُ بـِالتَّـنَاسِـي
عَـسى تَـرْو سفِينتنا بِجُودِي؟!
||||
وَمَاذَا لَوْ نُسَــوِّي ٱلإِرْثَ بَيْنِـي
وَبَـيْـنَكَ ثُـمَّ نَـخْـتِمُ بِٱلعُهُـودِ؟!
|||
فَهَاكَ النِّصْفَ مِنْ وَاحَاتِ كِبْـرِي
وَهَاتِ النِّصْفَ مِنْ ذَاكَ الصُّمُـودِ
|||
سَنَحْيَا بِٱلْكَفَافِ مَعًا وَنَحْضَى
بِوَصْلٍ مِـنْ أَسَاطِيـرِ الخُـلُـودِ