مخرجات مؤتمر قمة بلد الشهداء.. فرصة حقيقية لوحدة العرب

د. صالح محروس محمد | أكاديمي وكاتب مصري

آليات بناء وحدة عربية قوية في ظل التحديات الراهنة

بمناسبة انعقاد القمة العربية (31) بالجمهورية الجزائرية في الفاتح نوفمبر2022م عقدت الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية برئاسة زيان مهاجري مؤتمر افتراضيا لمدة ثلاثة أيام (9،8،7 أكتوبر2022)، بمشاركة خمسين عالما وخبيرا في النواحي السياسية والاقتصادية والتاريخية والثقافية والدينية وكذلك قضايا المرأة والشباب. وتم صياغة مجموعة من التوصيات لتوضع على أجندة القمة العربية بالجزائر كاستراتيجية نحو وحدة عربية مؤثرة وفاعلة تحقق طموحات الشعوب العربية .وهذه التوصيات خلاصة فكر العلماء المشاركين نحو وحدة سياسية واقتصادية عربية فعالة تم صياغتها بجهود رئيس المؤتمر الشيخ زيان مهاجري حفظه الله.

أولًا- التوصيات نحو وحدة سياسية عربية وموقف موحد تجاه القضايا العربية:
– ضرورة وضع وصياغة إستراتيجية عربية موحدة، تحدد المواقف العربية تجاه القضايا العربية وخاصة القضية الفلسطينية، وتقوية الجامعة العربية ومواجهة مشاريع التطبيع والسلاح النووي و النيتو العربي
– فسح المجال أمام الدبلوماسية العامة والدبلوماسية الشعبية و الدينية، باعتبارها صوت الشعوب وضميرها الحي، حتى تقول ما لا يستطيع الحكام قوله، و فضح المعايير المزدوجة التي تمارسها الدول الكبرى على دولنا العربية
– رفض فكرة النيتو الشرق أوسطية الذي يضم إسرائيل والولايات الأمريكية المتحدة، قبل إعطاء الفلسطينيين حقوقهم و تحرير الجولان و كل الأراضي العربية المحتلة.
– المساهمة في حل أزمة مياه النيل بتقديم تنازلات بين كل الأطراف، حتى لا تدفع الشعوب العربية ثمن ويلات الحروب
– تأسيس إطار وحدوي رسمي لتعميق العلاقات العربية الإفريقية.
– استغلال توفر عوامل التكامل العربي جغرافيا وتاريخيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وإنهاء كافة الخلافات و النزعات.
– تفعيل اتفاقيات الوحدة العربية الموقعة بين أعضاء الجامعة العربية، لمواكبة التكامل الأوروبي والعالمي، حتى يتسنى مواجهة التحديات العالمية الراهنة.

 

ثانيا- التوصيات الاقتصادية نحو تكتل اقتصادي عربي وسوق عربية مشتركة:
– تعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول العربية والإفريقية وذلك في إطار التعاون جنوب_جنوب
– دعوة الدول العربية للتعاون الاقتصادي وخلق مجلس اقتصادي واجتماعي عربي موحد
– ضرورة تدريس مساقات في الاقتصاد الإسلامي في البلدان العربية في كليات التجارة والاقتصاد والشريعة، وإنشاء أقسام ومراكز متخصصة للاقتصاد الإسلامي، مع العناية و التركيز على الدراسات العليا في هذا المجال
– اقتراح مجموعة من الإجراءات التي تساعد على تقريب جميع الأطراف في السوق من السلوك المثالي قدر الإمكان.
– الاستفادة من أدوات التحليل الاقتصادي وإظهار مدى قدرة الاقتصاد الإسلامي على سد الفجوات
– إنشاء الأكاديمية العربية لمكافحة الجرائم الاقتصادية والفساد
– تبني سياسات اقتصادية عربية مشتركة، وتفعيل السوق العربية المشتركة، ومنظمة التجارة العربية الحرة وإزالة المعوقات و الإجراءات التي تحد من التكامل الاقتصادي العربي
– تبني استراتيجيات إنمائية عربية تسمح وتشجع رؤوس الأموال العربية عن طريق تحسين بيئة الاستثمار العربي
– وضع استراتيجيات إنمائية عربية تسمح وتشجع رؤوس الأموال العربية عن طريق تحسين بيئة الاستثمار العربية
– ضرورة لفت نظر العلماء والباحثين والسياسيين إلى مسألة تحقيق الأمن الغذائي والمائي للأمة في المرحلة المقبلة.
– حث الحكومات العربية على الاستثمار في المورد البشري وجعله منتجا للثروة، والتخلي عن ثقافة الريع التي تعتبر من أهم أسباب الفساد السياسي و الاقتصادي.

ثالثًا- التوصيات في الجانب العلمي والبحثي والتعليمي والديني:
– دعم إثراء المكتبة العربية بالدراسات والبحوث التي تعزز الوحدة العربية
– تسهيل وتدعيم إقامة مؤتمرات وورشات عمل لجمع الشمل العربي وتوحيد الأهداف
– تكثيف الاستثمارات العربية في إفريقيا في مجالات الثقافة والتربية وتبادل الخبرات في المجال العلمي والثقافي
– تكثيف الاستثمارات العربية في افريقيا في مجالات الثقافة و التربية و تبادل الخبرات في المجال العلمي و الثقافي
– تيسير عقد ندوات ومؤتمرات دولية دائمة لوضع استراتيجيات التعاون في المجالات العلمية والفكرية والثقافية والتاريخية والأدبية.
– العمل على إشراك الطفل في أيام دراسية أو حملات توعوية تخص مجال التعايش السلمي، وكل ما هو مشترك بين مكونات الأمة العربية
– محاولة تلقين الأطفال قيم التعايش السلمي والتسامح الديني والفكري من خلال المقررات والبرامج الدراسية وغرس خطاب التعارف والحوار فيهم منذ الطفولة
– التأكيد على ضرورة العناية بالمناهج التربوية والتعليمية في جميع مراحل التعليم في بلدان العالم العربي، وصياغتها على أساس الإيمان بالله واليوم الآخر والالتزام بالمبادئ والقيم الأخلاقية الإسلامية
– ضرورة دعم التكامل الاجتماعي والأخلاقي بين الشعوب العربية بغية تعديل شروط الحياة ومحاربة كل تجمد فكري وتحجر عقلي.
– إنشاء مجامع فكرية عربية توجه الحياة الفكرية والأدبية و توثق الصلات بين المثقفين العرب، و تغذي المناظرات بين مختلف المدارس الفكرية العربية
– ضرورة المساعدة لخروج الفكر العربي من سطوة الأفكار البالية التي جعلته لا يستطيع إكمال شخصيته من أجل السيطرة على وجوه الحياة، باعتباره وسيلة للعمل وأساسا جوهريا للنشاط
– ضرورة تحرر المواطن العربي من الاستعمار التقليدي والحديث، بتوفير جميع الوسائل التي يريدها لتنمية شخصيته وتحقيق مواهبه
– ضرورة الاعتماد على منهج يقوم على خلق تركيب حضاري قائم على الإنسان العربي والتاريخ والجغرافيا
– إنشاء مرصد عربي لرصد الفتاوى المتطرفة والرد عليها باللغات الأجنبية ويكون ذلك بالتنسيق بين المؤسسات الدينية الرسمية
– إنشاء الأكاديمية العربية لتدريب الدعاة والمرشدين والخطباء وتكون تابعة لجامعة الدول العربية ولها أفرع في كل البلاد العربية
– عقد مؤتمر سنوي عالمي تحت مظلة الجامعة العربية يناقش المستجدات والقضايا الدينية ويتبني الدفاع عن قضايا الجالية المسلمة في الغرب.
– إقامة الندوات الثقافية والعلمية المشتركة بين المؤسسات الثقافية والعلمية في الدول العربية لتعريف الشعوب بعلاقاتها التاريخية القوية.
– تذكير الشعوب العربية برموزها العلمية والدينية الواعية التي عملت على استشراف المؤامرات على الأمة وعملت في ميادين الجهاد الحضاري الذي يعمل على توحيد وجمع شعوب الأمة.
– تأسيس نظام تشبيك جامعي يربط بين الجامعات العربية لتمكين الطلبة العرب من التحصيل العلمي لمدة فصل جامعي حسب اختياراتهم وذلك لتوطيد العلاقات بين الشباب.
– تسهيل تبادل الأساتذة بين المؤسسات الجامعية لتطوير مفهوم التكامل العلمي والتقني.
– دعم مبادرة الجزائر بإنشاء المرصد العربي للمجتمع المدني يجتمع دوريا بموازاة مع القمة العربية ويرفع توصياته لمؤتمر الجامعة العربية على مستوى الملوك و رؤساء الدول.
– التفكير في لجنة الحكماء تساعد الجامعة العربية في تلطيف الأجواء العربية وتقوم باقتراح بدائل على الزعماء العرب.
– التأكيد على ضرورة تصحيح المفاهيم المتعلقة بالمواطنة والتسامح والعيش المشترك.
– التأكيد على ضرورة تصحيح المفاهيم المتعلقة بالمواطنة والتسامح والعيش المشترك.
– تعظيم القواسم المشتركة بين أبناء الأمة الواحدة. التربوي الثقافي الديني
– نشر الفكر الوسطي، وضرورة نبذ الفكر الإقصائية
– إضطلاع العلماء والدعاة بدورهم في تحقيق وحدة الأمة.
– تعزيز وحماية التنوع المذهبي والاثني و الديني في المجتمعات العربية و اشاعة ثقافة التعايش و الحوار و تقبل الآخر
– السهر على تحقيق مقتضيات المواطنة، بما يوفر سبل العيش والتعاون والاخاء بين أفراد الوطن الواحد، على اختلاف انتماءاتهم الدينية و المذهبية و العرقية
– ضرورة جعل الانتماء إلى الوطن فوق كل التحزبات الضيقة، ونبذ التعصب بكل أشكاله، سواءا كان باسم القبيلة أو الطائفة أو المذهب أو الدين.

رابعا – التوصيات الخاصة بالمرأة والشباب العربي:
– زيادة الاهتمام بالشرائح الاجتماعية في المجتمع: المرأة والشباب، أمل الأمة و أساس نهضتها و قوتها
– التركيز على إعداد برنامج عربي متخصص بالمرأة، يشمل عمليات التأهيل النفسي و الإجتماعي و الديني في ظل حالة الصراع الموجودة في أكثر من دولة عربية
– أهمية دمج المرأة في عمليات السلام، و أن يكون لها دورا عربيا أكثر فاعلية، عبر مساعدتها لتكون مبعوث سلام بشكل رسمي في إطار منظومة العمل العربي في دول المنطقة لحل الصراع و إرساء السلام.
– التوصية بضرورة إنشاء فضاء جديد للشباب، تحت مسمى الجامعة العربية للشباب
– الدعوة إلى إبرام مواثيق أكاديمية بين المؤسسات التعليمية في الدول العربية و إعطاء الشباب مساحات فاعلة للمشاركة في صناعة القرار العربي على جميع الأصعدة الدينية والثقافية والرياضية
– المساعدة على تشكيل منظمات”شباب عربي بلا حدود/أطباء عرب بلا حدود/عمال عرب بلا حدود، ما من شأنه أن يوفر لنا قواعد عامة شعبية لفكرة الوحدة العربية
التأكيد على أهمية دور الشباب والمرأة في نشر القيم الجامعة بين أبناء الأمة.
– توفير برامج تدريبية مشتركة ذات بعد عربي لفائدة الشباب العربي من أجل مساعدتهم في تعلم التطورات المتسارعة في مجالات التكنولوجيا و التحول الرقمي، و تطوير مهاراتهم و الارتقاء بها لتتماشى مع تطورات سوق العمل في الداخل و الخارج .
– ضرورة رفع العوائق و الحواجز التي تحول دون مشاركة سياسية فعالة لعنصري المرأة والشباب والاستجابة إلى التحديات التي تفرضها التغيرات المتسارعة و المتلاحقة.
– غنشاء مرصد عربي يعنى بحقوق المرأة والطفل والشباب، لضمان نقل أصوات هذه الفئات الاجتماعية إلى صناع القرار في كل قطر عربي
لاشك إذا تم الأخذ بهذه التوصيات سيكون فيه الخير الكثير للدول العربية بحيث تظهر كقوة اقتصادية وسياسية مؤثرة عالميا مما يحقق الرخاء والتقدم للشعوب العربية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى