كي لايصبح قلبك مقبرة!

عبد القادر الحصني : شاعر سوري مقيم بمصر

قال: لا تحبَّ ما يموتُ فيصبح قلبُك مقبرةً.

قلتُ: جُبِلت النفوسُ على حبِّ الحياة وما فيها من ممتعٍ وملبٍّ لحاجاتها ورغباتها. وكلّ ما تقع العينُ عليه منها إلى انقضاء وزوال، فما العمل بإزاء حبِّنا لها؟
قال: تباشرها بصـدق التوجُّه إلى ما تحبُّه منها، وبعـمـقٍ يتطلّع إلى ما وراء ما فيك وفيها من حفنتي التراب والماء إلى الله الذي أوجدكما إذا كنت مؤمنًا، فتحبّ الله الذي فيها بالله الذي فيك.
– وإذا لم أكن مؤمنًا؟
– تمضي بتطلُّعِك إلى ما في الوجود من إحكامٍ في الذرّة وورقة الشجرة والنجوم والكواكب وفيك وفي كلِّ ما ترى، فهذا الإحكام يقتضي الاحترام، ويدعوكَ إلى التناغم معه في حبّ ما تحبُّ. وهذا الإحكام – كما ترى – حيٌّ، وتناغمك معه تناغمٌ مع ما هو حيٌّ ولا يموت. وهذا لا بأس به ريثما ترى ما وراءه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى