أبويا
وفاء السيد عقبة| بنوتة مصرية
بدايه الحدوته..
أبويا عامل نظافة بسيط في مصنع الألبان،
عامل طول عمره شقيان وتعبان،
عامل كنا حاسين في وجوده بمنتهي الأمان،
عامل كان عزوتنا وضهرنا، كان أغلي حاجه في حياتنا مع امنا
عامل علي قد حاله،
عامل أهم حاجه في حياته عياله
علمنا احنا الثلاثه تعليم عالي،
كان بيشتغل ليل ونهار ويشقي ويتعب ومش بيعاني
فاكره يوم دخول أي حد فينا الكليه
كانت مشكلتنا النقديه،
قرايبنا قالو لأبويا يا سيد أنت راجل علي قد حالك،
كليات ايه اللي عايز تدخل فيها عيالك
دخلهم “صنايع” إحنا هنعمل كدا لو كنا مكانك
لحد ما جه اليوم اللي المرض ظهر عليه
من تليف في الكبد وتضخم في الطحال لوجع في رجليه
قولنا خلاص أبونا معدش هيشتغل
الصحه، معدتش تمام،
لقينا أبونا قايم زي الجبال وشال بدل الحمل أحمال
لحد ما جه اليوم المشؤوم،
أبويا عنده جلطه ونزيف في المخ
وإحساس إن المره دي مش هيقوم منها،
قعدنا ندعي الحي القيوم
إنها محنه وربنا يعديه
وان شاء الله ربنا يشفيه
لحد ما قالوا خلاص ابونا مات،
القلب كان بيتقطع من سكات،
معقوله خلاص ابويا هيلبس الكفن
وكمان شويه هيتدفن ،
عمري في حياتي ما هنساك،
وهفتكر دائما كل اللحظات الحلوه اللي عشتها معاك،
هدعيلك كل يوم والله من ساعه وفاتك
لا عاد حاجه ليها طعم ولا لون
ولا اكل ولا شرب ولا نوم
بضحك وانا من جوايا جرح،
حاسه بعد وفاتك ووفاه ناس كتير غاليين ان انا نسيت الفرح،
لكن دي سنه الحياه
وكل واحد مش بياخد غير عمله وياه،
في الجنه ويارب يا ابويا وانت والمسلمين
تكون مع الانبياء والشهداء والصديقين