فريقان

‏شعر: تركي عامر‏ |فلسطين

خَرَجْتُ مِنَ الحُلْمِ حَيًّا.
جَلَسْتُ أُفَسِّرُ. قَلْبٌ رَقِيقٌ
يَقُولُ “أَتاكَ رَحِيقْ”،
وَعَقْلٌ صَفِيقٌ
يَقُولُ “أَتاكَ حَرِيقْ”.
فَتَحْتُ الجِهازَ سَرِيعًا.
وَجَدْتُ المُذِيعَةَ تَتْلُو
بِصَوْتٍ عَمِيقْ،
مُسَوَّدَةً قَدْ تُبَيِّضُ وَجْهًا
لِذاكَ البَيانِ العَتِيقْ.
تَنَبَّهْتُ. مَهْلًا!
رَأَيْتُ المُذِيعَةَ لابِسَةً
حَلَقًا مُسْتَفِزًّا وَلَيْسَ يَلِيقْ
بِسَحْلَبِ سِحْنَتِها،
وَماسَةُ خاتَمِها لا تُجِيدُ البَرِيقْ
كَكَسْتَكِ ساعَتِها.
شَعَرْتُ بِضِيقْ.
تَأَفَّفْتُ: سُحْقًا
لِهٰذا التَّسَيُّبِ! أَرْدَفْتُ: مَهْزَلَةٌ،
إِنَّ عَيْنَ المُشاهِدِ لَيْسَتْ تُطِيقْ.
فَقالَتْ: أَراكَ تُشاهِدُ أُذْنِي
وَثَوْبِي الأنِيقْ،
وَتُغْلِقُ أُذْنَكَ عَمّا
يَقُولُ لِسانِي الطَّلِيقْ.
فَقُلْتُ: كَفاكِ زَفِيرًا!،
فَثَمَّ ٱخْتِراعٌ يُسَمَّى شَهِيقْ.
فَقالَتْ: رَفِيقْ!،
فَرِيقانِ نَحْنُ. فَرِيقٌ
يُحِبُّ الحِذاءَ مُرِيحًا، فَرِيقٌ
صَرِيحًا يُحِبُّ الطَّرِيقْ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى