البحث قبل النشر
حمدى أحمد نصر | إمام وخطيب بوزارة الأوقاف
الحمد لله أمرنا بالبحث والسؤال فقال (فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) وأشهد أن لا إله إلا الله جعل أول كلمة الرسالة والوحى (اقرأ) وأصلى وأسلم على من صلى عليه مولاه ، ما طلب زيادة فى شىء إلا فى العلم (وقل رب ذدنى علما).. وبعد
فمع التطور السريع للحياة والتعمق فى التقدم والتكنولوجيا كثرة وسائل الإعلام وتعددت أنواع التواصل بل وتقاربت وتداخلت، وأصبح كل إنسان يستطيع أن ينشر فكره وأن يعبر عن رأيه عبر هذه الوسائل، وهذا أمر طيب وجميل وعظيم إذا أخذ بحقه وأقيم بعدله، فنحن أمة العلم والبحث والنفع لكن على أسس علمية صحيحة، لكن قد ينشر الإنسان فكرا لا يستقيم ويصدر رأيا ضار لا يفيد، هنا نقول له عليك بالبحث والتعلم قبل النشر والتكلم، فنحن أمة اقرأ.
وكثرة هذه الوسائل وتقدمها فى حد ذاته يسر سبل البحث وطرق التعلم وأصبح الإنسان لا حجة له ولا عذر لديه فى نشر أفكار لا تصح وتقديم آراء قد تضر، ومثل النشر المشاركة فقد يشارك الإنسان منشورا على هذا النهج وبهذا الفكر دون التأكد من صحته والرجوع إلى مصدره وربما كان ضرره أكثر وأذاه أبلغ، لذا كان المقال البحث قبل النشر.
فتأكد من صحة الخبر ومن سلامة المعلومة وصلاحية الرأي حتى يكون النفع أعم والفائدة أشد، وهنا يؤجر الناشر أو المشارك أجرا عظيما وجزاء جزيلا حين ينشر ما ينفع ويشارك ما يصلح، وإذا تعذر عليك الحكم على المعلومة فسأل أهلها وارجع إلى أصحابها (أهل التخصص).
فالكلمة أمانة والحساب عليها بدقة وعناية، فقد يضر الناشر أو المشارك صاحب الخبر الذى نشر خطأ يضره فى نفسه أو عرضه أو أهله أو ماله لذا جاء الأمر (فتبينوا) وفى قرءاة (فتثبتوا) حتى لا يكون الندم على ما وقع والحسرة على ما حدث، وهنا وجب البحث قبل النشر لمن أراد النفع وتمنى الأجر.
نسأل الله علما نافعا وعملا صالحا وثوابا مباركا.