أنا الندبة في جسد العالم المتقيِّح
شعر: نداء يونس
تنقصني؛
هذه قصيدة كلٌّ
كل الكلمات بعدها حشو
كل ما قبلها حشو
وهي حشو للأيام الناقصة.
لن يصل
لن يتكرر
صوتي خارجك.
أول الحنين صمت
كما أول العشق
ربما لم نعد نميز طريقي الذهاب والعودة
كما لم نعد نعرف
متى نكون نرجسيين
ومتى نعلق أجسادنا على وتد في العاصفة
ولا متى تقتلنا مازوخيتنا
أو متى تستهلكنا
أرواحنا المتعبة
ربما لم نكن سوى بساطة الماء
شفافيته المتوحشة
أو الضوء الذي تكسره
بلا تعب
تلك السيولة التي تمشي بلا اكتراث
بلا انتباه
خاوية وجارحة.
متعبة أنا
من الأشباح التي تتحرك
ولا يراها غيري
ومن صورتي التي لا تظهر في المرايا
الانكشاف على ما يُرى مخيف
لأنه لا يترك مسافات آمنة للخيال
ولا مكانا كي تشيخ العاطفة.
لا أراهن على شئ
لا على رغبتي فيك
ولا رغبتي أن أتحرر.
ها أنت سيد، واللحظة عالم خرب.
أطرافي حادة كالمباضع
لحظتي حادة
والعالم انعكاس
أي صورة في مرآة ناقصة.
كأن الأشياء مجرد صدفة
تخلصت من يدي
من قدميّ
من جسدي
من قسمي
من حيرة الاتجاهات
من أفكاري التي تلوك الأيام كالسناجب
وقلقي الذي كالقرادات
وكما الفزاعات
من أعينها
ثيابها
وأجسادها
وأقدامها
وابتساماتها … .
لم يكن من تشابك أبدا ربما
سوى نظرتك التي لم تكف
عني.
مثل الفرجار أسير
لكن إلى نفس النقطة.
عندما توشك الحياة أن تنقضي
تتركني الهشاشة
ربما هي القوة اللازمة لاحتمال هذا الانهيار
ربما هي المتطلب الأخير كي أجتاز هذا الضوء الاستثناء
قبل أن يقتلع شئ ما قلبي
ربما تكون اللحظة الوحيدة التي نعبر الحياة
على زانة لنحس بها
ربما من هنا يمكننا أن نصف بشكل أفضل تجربتنا في الكثافة
والكذب.
لا أملك شيئا
حتى مشاعري
أسند جسدي مثل سور قديم إلى حجر
وأتخيل كل يوم انهياري.
يعذبني
عدم قدرتي على التصالح
مع حقيقة أنني
لن أتمكن حين أنتهي من المجازفة
أن أسجل تجربتي الخاسرة.
أتجاوز كثيرا الخذلان
كما لو كان سقطة
لم ينتبه إليها أحد
أتجاوز نفسي
كما لو أنني كائن في صورة عفوية
أو جسد في متحف للجثث.
لم أكره العفونة
ولا الروائح القذرة
أنا الندبة في جسد العالم المتقيِّح.
كان علي أن أترك أنبوب الاختبار
كي أتحول إلى فقاعة
ثم كان علي أن أسقط
كي تنفجر.