صعلوك من القدس القديمة

فوزي البكري | فلسطين

ترفضني .. تأباني كلُّ مشاريع العالم

في أي مكان لا أجد مكان

قتلوا في الإنسانية والإنسان

            ***

في بعض الصالونات

يُردَّد أني

ما عدتُ فلسطينياً

فلماذا.. يا عازف لحني

لأن جميع الجمعيات “الوطنية” ترفضني

تزعم إني سكير عربيد

أسكر في رمضان

ولا أصحو في العيد

وبأني أحترم الأخلاق المنحلة

سبحان الخمرة

إن كان الكأس

يدق الفأس

فوق رؤوس “هلافيت” الأرض المحتلة

            ***

يا كل قواميس العالم

في الأرض المحتلة كل “التعريس”،                      

فلماذا

يعتبر مجوني في قارعة طريق عام

عيباً وحرام

لأن الماء الآتي من جسر الأردن

لا يشرب إلا خلف كواليس

فلتكن الجنة مأوى إبليس

            ***

يا فقراء الأرض المحتلة “شوفوا”

خلف ستارات المخمل والخز

كيف تكون “الهيصة” والهز

            ***

ما عاد الله يرفرف فوق الأرض المحتلة

لا في نفحة.. لا في السبع.. ولا في الرملة

وإلا..

أين الصلوات وأين الدعوات

في كل صوامعنا والبيعات

كيف احترق الأقصى

أين الخوري المنسحب

وأين الشيخ الهارب من زنزانته كي يخصى

يا فقراء الأرض المحتلة

هذا زمن الكفر

ليس بذات الله.. فللهِ تجلَّة

لكن بالذات المهزومة والنفس المعتلة

كفر بالقوادين هنا وهناك

وكفر بموازين الأرض “المختلة

            ***

 

يا فقراء الارض المحتلة

تعالوا نتمرد

ما عدنا نملك شيئاً

فعلام نخاف

لا فرش يحضننا في الليل

ولا يدفئنا في البرد لحاف

والخبز إذا صالحنا نبلعه حاف

وهنا وهناك المتخم والمنعم ذو الأرداف

فلنحطمهم وندمرهم

هذا زمن الثورة

يا أبناء الأرض المجروحة

والثورة ناموس لا يؤمن بالإجحاف

           ***

ليست في الكأس رزانة

فالخمرة هذيان وجنون ودمامة

من قال

إذا كنتم أنتم

بين أواني الكرة الأرضية

سلات قمامة

            ***

موتوا غيظاً

أو موتوا في شماتة فأنا لا أؤمن فيكم

ما أنتم في نظري إلا جيفاً

يا أبناء “الفلاتة”

يا، لطعات كراسي الحكم

لا بدَّ تموتون -برغم المال- شحاتة!

            ***

يا كل قصور الأرض المحتلة نامي

فالويسكي كالماء

وأنا أشرب أردأ أنواع الكونياك

لكي أنسى

أن الله يعيرنا بنبي جاء

ليؤكد أن هناك فوارق طبقية

وبأن لبطن المسحوقين رجاء

في رب جبار مكار

يرزقهم من حيث يشاء

فهل صاروا معكم في “الرزق” سواء

                  ***

يسألني ولدي يا “بابا”

في السوق مخابز مليانة

فلماذا نحن نجوع

فأجبت على عجل “مزنوقاً”

ما زلنا نتمتع يا “بابا”

بوجود “البالوع”

                  ***

في رحم الصحيفة ألف دماغ ودماغ

لا أبقى الله رؤوساً

تخضع لليرا “الصاغ”

عجباً للدنيا

أنقلبت أحوال الدنيا من غير بلاغ

إبن المأجورة في المكتب

منفوش كالطاووس

ماذا يفعل.. لا أدري

ينفر مني القول ويعتذر القاموس

أهنأ بالحكم

أمثالك أكثر مما نحسب يا قابوس

            ***

أصبحت “رزيلاً”

يا عيب الشوم

صار الهازم كالمهزوم

لكن نعيب البوم

ليؤكد أن الحارم يخشى المحروم

سبحان النكبة

سبحان النكبة

سبحان الدعم المعوث صموداً

في جيب “المبعوص” نقوداً

فلتهتف يا نواب

يسقط أولاد القحبة

يسقط أولاد القحبة

            ***

صعلوك من قدس الاقداس أنا

لكن عواطف وجداني

تتألَّق في جو زقاق الحزن سنا

فماذا أنتم؟

ما زلتم أوسخ من أن تنتسبوا لهنا

            ***

الغضب الساطع آتٍ

قالت فيروز

أما تحت الزيتونات

فمات النيروز

لكني أؤمن معكم

بعد شتاء الرجعيات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى