بكاء بلوري
أمينة الخربوع/المغرب
إذا كانت الذاكرة في الرأس فماذا يؤلم قلبي؟
ماذا يزعج نبضي؟
لماذا حل الخريف؟
لماذا تساقطت أوراق الحب؟
ما معنى الشتاء؟
ما معنى العطاء؟
ما معنى الأمل.
اللغة سحر أسود
شر لا بد منه
أفرغ ذهنك من محتواه
أفرغ قلبك مما يهواه
كان عقلي ينمو وقلبي يجف
وكان …
مات فيّ ما مات، لا أدري…
جف قلبي،
من هذا الوجع بدأت أكتب أغنيات
بدأت أحلم،
أحلم بالموت
أغزل صوف الذكريات
أكتفي برؤيتي الضبابية.
أبكي …
أهذي…
أجري…
أسقط.
كنت أجلس فوق سور الاسمنت
بعيدا عن الجميع
أراقب فقط
أراقب عمق الفناء داخلي الذي يأتي…
يأتي أحيانا من الوجع
وأحيانا أخرى من العيش العبثي
كما يأتي من الضحك من كثرة التفاهات
أو ربما المتاهات
كتبت قصيدة لبكائي البلوري
كتبت أغنيات
غناها الأبكم في الساحات
لم ينتبه له أحد…
سألوه عن اسمه اختبأ وراء الإشارات
سألوه عن صمته
تصلبت في مقلتيه العبرات
كنت أجلس وحدي
أسمع صداها…
مداها يتردد داخلي
أغنيات…
مات فيّ ما مات، لا أدري…
جف قلبي…
تركت الكتابة
ولا قطرة ماء في الكلمات
تعلمت العزف على الكمان
عازف صغير يحلم بتحويل موته إلى لحن
عازف لا يستطيع السكن في قلبه إلا الخراب
أجلس ليلا إلى بيت قديم محطم
جذبتني طاقة الحطام
أعزف، وأعزف، وأعزف
أشعر بأنه يشبهني
محطم …
مدمر…
محاط بالأسلاك والورود والأشواك
أعزف وأراقب السماء
وتنبح الكلاب
تنبح بجنون وغضب
كأن شيئا يحدث خلف السور
داخل البيت
أو ربما داخل عقلي…
كان عقلي ينمو بلا توقف..
صوت داخلي يردد:”قلبك يختنق”
توقفت عن العزف، عن الكتابة، عن الحلم.
أحلامي مستحيلة
مرة وإلى الأبد.