قصص ” النور الابيض ”  للدكتور طارق منصور 

د. هبة الغنيمي | القاهرة

في جاليري ضي للفنون التشكيلية تمت مناقشة “الضوء الأبيض” أحدث مجموعة قصصية للأديب المؤرخ الدكتور طارق منصور في حضرة السفير رضا الطايفي والمستشار الدكتور خالد القاضي رئيس محكمة الاستئناف و العديد من النقاد : الفنان التشكيلي و الروائي و الناقد أحمد الجنايني و الدكتور كمال مغيث ومن شرفنا بوجودهم على المنصة :  الدكتور شريف الجيار و السينمائي حسين نوح والشاعر و الكاتب الصحفي استاذ محمد حربي الذي أدار أمسية ثقافية استثنائية .

خلافا لكل الأمسيات الثقافية التى تناقش بالعرض و النقد الادبي جاءت أمسية مناقشة المجموعة القصصية للدكتور الكاتب دكتور طارق منصور على مستوى عالي من الوعي و الحضور الثقافي المتميز .

تلك المجموعة القصصية التي تذكرني بقصص الكاتب الكبير يوسف ادريس حيث تهتم بشأن المواطن العادي و بهمومه الصغيرة الكبيرة في نفس الوقت . تتناول المجموعة القصصية حكاية الإنسان العادي الذي أصبح لا يرى الا لمن يمتلك عين فاحصة .. ، حيث نعيش الآن في عوالم منعزلة كل على حدى رغم أن العالم أصبح قرية صغيرة بفضل التكنولوجيا ..،  هموم الانسان البسيط و الكادح و معاناته الاجتماعية في ظل أزمة أخلاقية يعاني منها المجتمع بالإضافة لصعوبات و تحديات اقتصادية .. تلك التي تهدد المجتمع بالتفسخ و الابتعاد عن قيم توارثها المصريون و لازال يعيشها الكثير من الجيل السابق على مستوى التصور مما يصيبه بالحنين للماضي القريب لا البعيد ، أصبح نادرا ما يتم تناولها أدبيا .. حيث نجد على مستوى السرد الأدبي كثيرا من حكايا تتناول الإنسان و خبراته الذاتية داخل جزيرته المنعزلة و كثير منها حكايا النخبة الاجتماعية لا الانسان البسيط .. ، و لذا أسعدني أن أعيش عوالم متعددة تفتح نوافذ على جموع أصبح نادرا ما تدخل دائرة اهتمامنا كمجتمع يعاني و يحن لعودة اخلاقيات ابتعدنا عنها و إن لم نفقدها تماما بتأثير من الاعلام، خاصة الأعمال الدرامية التي لا أراها تعبر عن الأسر المصرية العادية بشكل حقيقي . 

الشكر للدكتور الروائي طارق منصور على مستوى السرد السلس و العميق في نفس الوقت دون أن يتدخل كراوي في نسيج ماسرد ،و إن كان يهدف ككاتب أن يلقي بنور أبيض على كل ما فقدناه في مجتمعنا في مهمة توعوية تتسم بالواقعية و الحلم بمجتمع أفضل

.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى