مناجاة
سماح خليفة/ فلسطين
سَمِعتُ اللهَ في لَيْلي يُحَدّثُني
وَلا أدْري
أشَوقُ اللهِ لِلعَبدِ!
فَقُلتُ:
لَعَلّني أهْذي
لِشِدّةِ ما جَنى قَلبي
مِنَ الحُبِّ مِنَ البُعدِ!
فَمَوعِدُنا بِمُفرَدِنا
يُعاتِبُ كلُّ مَنْ فينا
تَجافينا عَنِ الوَعدِ
حَبيبي
فَلْتُعاتِبْني عَلى مَهلٍ
عَلى حُبٍّ
عَلى قَدَرٍ مِنَ الوَجدِ
أنَا المُشتاقَةُ
المُلتاعَةُ
الـ ما غِبتُ مِنْ طَوعي
فَيَا وَجَعي
أَنا وَحْدي
أهُشُّ ضَجيجَ أفكاري
وَأَبني مِنْ رُؤى ذاتي
مَقامَ الوَصلِ وَالوُدِّ
فَلا تَقضي
بِغَيرِ رُؤاكَ يا قَلبي
بِغَيرِ النّورِ أرْشُفُهُ مِنَ الخَدِّ
فَهَلْ جاوَزتُ في طَلَبي
وَفي بَوْحي
وَفي مِخْيالِ ذاكرتي مِنَ الفَقدِ!
رَحيمٌ أنتَ يا اللهُ
يا حُبّي
وَيا وَلَهي
وَيا عِشْقي
وَيا سَنَدي
فَخُذْني لَيْكَ أُفرِغُ ثِقْلَ راحِلَتي
وَأغدو مِثلَ طَيْرٍ حُرْ
بِلا قَيْدٍ
بِلا أَنواءَ أمثُلُها وَتُهلِكُني
بلا حَيَواتِ مَنْ رَحلوا
بِلا وَلَدٍ
بِلا أهلٍ
بلا مالٍ
ولا جاهٍ
ولا دِفْءٍ لِقُربٍ مِنكَ (يا بَعْدي)
فَناءٌ كُلُّ ما نُمضي
ويَبقى وَجهُكَ الباقي
لِفَيْضِ الشُّكرِ وَالحَمدِ
فَهأنَذا بِبابِكَ طيفُ ناسِكَةٍ
تُطيلُ اللهجَ
بالأشواقِ والسَّعدِ
فَشرِّعْ قلبكَ الأعظمْ
لِخافِقِها
تَقبّلها
بِطَعمِ الطّينِ والشّهدِ