حكايتي مع الزواوي

فنان الكاريكاتير الكبير | عبدالعزيز تاج _ القاهرة
كانت الصدمة الكبرى فى حياتى .. نكسة 67, ..وبعد تخرجى من كلية الفنون الجميلة بالزمالك 68 .. لم استطع العيش فى أجواء القاهرة الجريحة ..ورفضت التعيين فى مؤسسة روز اليوسف … وهاجرت بشهادتى إلى الصحراء __ الوادى الجديد __ ومنها إلى ليبيا .مدرسا للتربية الفنية. .. حيث كان توزيعى لقرية الابيار ضواحى مدينة بنغازى. ..وكانت الفصول فى مدرسة الابيار الإعدادية مشتركة .. وفى حديث لى للطلبة والطالبات .. أخبرتهم أننى رساما للكاريكاتير .. وقفت طالبة جميلة وسالتنى ..
__ هل تعرف رسام الكاريكاتير الليبى محمد الزواوي الترهونى ؟!!
#. ..أجبتها بالنفى .. و عرفت منها أنه أحد أفراد عائلتها ..
 ..فى اليوم التالى .. بحثت عنى الفتاه ومعها قصاصة من صحيفة بها رسم كاريكاتورى للفنان محمد الزواوي .. …وقالت بسعادة .::
_ انت بترسم مثله ؟؟! … فنظرت إلى الكاريكاتير .. وحدث لى انبهار … هل من هذه القرية الصغيرة يخرج فنان مذهل هكذا. ..
. وكانت الفتاة دائما تأتى إلى حجرة الرسم .. وكان حديثنا دائما يدور حول عبد الحليم حافظ واسماعيل ياسين .. و محمد الزواووى…. واخبرتنى أن الفنان الزواووى لم يكمل تعليمه. ..وهو يعمل الآن فى صحف طرابلس …. وفى مرة قالت لى بهمس كأنه سر .. أن الاستاذ محمد ( بعين واحدة ) …
 .. وانتقلت إلى المدينة الجميلة بنغازى للعمل مديرا فنيا ورساما الكاريكاتير فى صحيفة (( الجهاد )) ..وبدأت ابحث عن الصحف التى يعمل بها الزواووى .. احببت رسومه .. وإخلاصه وإتقانه أدق التفاصيل فى ملابس الرجل الليبى الشعبى وزوجته الأمية بملابسها اللبية.. وملامح كل منهما بدقة شديدة فى تعابير الوجه.. وساعدنى ذلك وأنا ارسم يوميا فى ( الجهاد ). ..
.. في أثناء ذلك قدمت اشهر برنامج رسوم متحركة (( بسمة )) ..ونجح البرنامج نجاحا كبيرا .. و تعرفت على الكثير داخل مبنى التليفزيون .. الشاعر الصديق فرج المزابل .. والمذيع الحبيب محد الوحيشى الذى تعاملت معه فى برنامجه. .. والمطرب الموسيقار محمد حسن .والمطرب الليبى الشهير ابراهيم فهمى ..الذى بحث عنى لكى نذهب سويا إلى معرض الفنان محمد الزواووى المقام فى أحد فنادق بنغازى ..

… استقبل الزواووى المطرب ابراهيم فهمى بالأحضان .. وصافحنى .. وعندما قدمنى ابراهيم .:: هذا صديقى تاج صاحب برنامج بسمة … على الفور احتضننى الزواووى بشدة معربا عن سعادته ب. واعجابه الشديد ببرنامج بسمة ..
 … وأصبحت انا والزواوى اصدقاء .. يزورنى فى مكتبى
بصحيفة الجهاد كلما جاء إلى بنغازى ..
..واختلفنا ..!!!!! .. وكان السبب الرئيس أنور السادات !! .
.. ..
..عمر المحيشى .. أحد رجال الثورة الليبية اختلف مع القذافى. … وهرب إلى مصر. .. وتلقفه السادات ليقدم يوميا الساعة السابعة مساء فى إذاعة الشرق الأوسط برنامجا يهاجم فيه معمر القذافى .. وكانت إذاعة الشرق الأوسط مسموعة جيدا فى ليبيا ..
..واستشاط القذافى غضبا .. يريد الرد على السادات .. ولم يكن أمامه غيىر الزواووى .. الذى أفردت له أكبر مساحة كاريكاتير ليهاجم يوميا الرئيس السادات … بقسوة. وعنف. شديد. جدا جدا ……..
_ ازعجنى . ذلك .. وقطعت علاقتى بالزواوى… حتى عندما جاء الى القاهرة بعد وفاة السادات .. وأقام معرضا لرسومه فى فندق سميراميس .. لم أذهب إليه .. ولم يذهب إليه أحدا ..
.. عرفت بعد ذلك أن هناك خلافا كبيرا بين القذافى والزواوى ..الذى بدأ يحاربه .. والزواوى مستمرا فى الهجوم على أعمال القذافى .فى الجماهيرية وأفريقيا …

…اسعدنى كثيرا أن الفنان محمد الزواووى ارسل. لى على عنوانى فى القاهرة ( جريدة الجمهورية ) حيث كنت أعمل .. ارسل لى طردا عباره عن كتابه الجديد ,( الوجه الاخر ).. الكتاب طوله.75 سم وعرضه 45 سم …!!!!!!!!!
بصراحة الصراحة … اقر واعترف انا فنان الكاريكاتير المصرى عبد العزيز تاج ..أمام الله وأمامكم. أن الفنان محمد محمد الزواووى الترهونى أعظم فنان كاريكاتير انجبته الأرض العربية …ومن أروع فنانى الكاريكاتير فى القرن العشرين..
رحمة الله عليك حبيبى البدوى الطيب .. وأسكنك فسيح جناته….. مات الزواووى وهو يرسم جالسا على مكتبه .. اثر جلطة فى القلب يوم الخامس من يونيو 2011 عن عمر 67 عاما …
..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى