غَفَا بين أحضانِ الفراقِ

حسن العلي | سوريا 

غَفَا بين أحضانِ الفراقِ وَفَاقا
وخالفَ بَعد الهجرِ عهداً وِفَاقا

وليلي كَساقٍ قَبلَ يومِ رَحيلِهِمْ
أقامَ كؤوساً من شُجوني دِهاقا

يَقولُ تَجرَّعْ مِن مُدامةِ مَن هوى
فَكَم عاشقٍ من نفسِ كأسكَ ذاقا

وكم مِن عَزِيزٍ كانَ حُرَّاً وَسَيِّدَاً
وَسِيقَ بقيدِ الحبِّ يَخشى انعتاقا

فَحَسبيَ مِن قلبٍ يَهيمُ تَكدُّراً
أقولُ : تجلّدْ ، قالَ : وَيْحَكَ ضَاقا

وَيَكتُبُني شِعري إذا ما ذكرتهمْ
ومالي لغيرِ الشِّعرِ أشكُو الفراقا

سَيفخرُ عَصري أنَّني شَيخُ شِعرهِ
وما فخرهُ مِن قبلُ كانَ نفاقا

فَشِعري كَبَدرٍ لا يَزولُ كَمالُهُ
ومِن بعدهِ باتَ القَصيدُ مُحَاقا

ألا فاسقني عذبَ اللّقاءِ فإنَّني
قتيلٌ وأحيا في الوصالِ عِنَاقا

جَمَعتُ بِصَدري وَجْدَ كلِّ صَبَابَةٍ
ولو نُثِرَتْ في الكونِ ذابَ اشتياقا

أنا ابنُ فُراتِ الشّامِ والبَذْلُ شِيمَتي
وَجُودِي بأرضِ الشّامِ جَابَ العِراقا

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى