تُرَى زَمَانِي لازالَ فِيكَ غَدٌ؟…
د.محمود صبحي أبو الخير-طبيب وشاعر مصري
تُرَى زَمَانِي لازالَ فِيكَ غَدٌ
مُبْتَسِمٌ ، أَمْ أنَّ الزَّوالَ غَدَا ؟!
كَمْ شِدَّةٍ صَوَّحَتْ عَزَائِمَنَا
وامْتُحِنَت فِي بَلائِها العُبَدَا
فِيهَا رَأَينَا مِنْ بَاعَ مِلَّتَهُ
ومَنْ لِأَجْلِ الحُقُوقِ قَد جُلِدَا
لولا رِجَالاتٌ كـ(ابْنِ حَنْبَلَ) أَضْــــ
ــحَى مَبْدَأٌ كَـ( التُّقَاةِ ) مُعتَقَدَا
ثَبْتٌ ، فَلا (الإعتِزَالُ) زَعزَعَهُ
ولا الكَرابِيجُ حَرُّهَا صَهَدَا
عَنْهُ سَلُوا (مَأمُونًا) و(مُعتَصِمًا)
و(واثِقًا) مَنْ بَعدَ البَلا مَجَدَا ؟
مَنْ جَهَرَ الحَقَّ لَمْ يَهَبْ خُلَفَا
وهَابَ رَبَّ الخَلائِفَ الصَّمَدَا ؟
لَو كَانَ أفْتَى لَقَالَ عَاذِرُهُ :
مُعَذَّبٌ مَا غَوَى وإنْ لَوِدَا
ومُلْجَأٌ قَد أجَاءَهُ وَجَعٌ
يُنْطِقُ – إمَّا أحَسَّهُ – الأجُدَا
لكِنَّهُ أفْتَى والسَّيُوفُ عَلَى
طُلْيَتِهِ يَفْرِي حَدُّهَا الزَّرَدَا
فَلا التَّنَائِي لِفِتْنَةٍ حَرَدَا
ولا التَّدَانِي لِسُلْطَةٍ نَشَدَا
فَاهْنَأ (أبَا عَبْدِ اللهِ ) مَرحَمَةً
مَا زَالَ عَدُّ الثَّوابِ مُضْطَرِدَا
أعلَمْتَ صُوَّى الطَّرِيقِ مُمْتَحَنًا
وفَكَّكَتْ مَدلُولاتِكَ العُقَدَا
فلَمْ تَزَلْ فِيكَ لِلْمُحِقِّ إِسَىً
ولَمْ تَزَلْ فِيكَ لِلْصَّبُورِ قِدَى
صَبْرًا إِلى مَوعِدٍ أَرَى (مُتَوَكِّـــــــ
ــــلًا) مُقِضَّـاً لِبَاطِلٍ حَصِدَا
وإنْ سَمَا البُطلُ فِي حَواضِرِنَا
ونَالَ أعلَى عَلْيَائِهِ ( أُحُدَا)
لَعَلَّ يَومًا كَـ(فَتْحِ مَكَّةَ) قَد
أضْحَى لَنَا – مِنْ بَعدِ الأسَى – أَفِدَا/ المنسرح