مقال

العطاء والطيبة والثقة ليست سذاجة بل صفات علوية

د. أسماء السيد سامح

    جميعنا قد يأتينا ذاك الشعور بأننا قدمنا الكثير لمن لا يستحق، وأنه قد تم استغلالنا أو استغباؤنا، ومن هذا الباب نندم على عطائنا ونندم أننا كنا أشخاصاً طيبين ونقرر بناء على ذلك بعد تعلمنا للدرس ألا نكون كريمين وطيبين مجدداً.. هذا ما يجب علينا فعله أليس كذلك؟

بالطبع لا ، هذا ليس صحيحاً إطلاقاً …

أريد ان أخبرك شيئاً مهما جداً (عطاؤك وكرمك وطيبتك أشياء ترفعك أنت قبل أي شخص آخر، ولا يجب أن يتواجد أي شخص يجعلك تغير محبتك وتخفض من مستوى انسانيتك)..
فالعطاء والطيبة والجمال والثقة هي من الصفات العلوية التى وهبها الله لعبادة الطيبين المخلصين، ولا يجب أن تغيرها أو تكبتها فقط لأنك التقيت ببعض الناس السيئين أو المستغلين ..
لا تجرؤ أن تعطيهم فرصة أن يغيروك ويجعلوك مثلهم، علاوة على خيانتهم وأذيتهم لك ستعطيهم أيضاً الفرصة ليغيروا صفاتك الجميلة؟
بالتأكيد لا.. طيبتك وجمالك ورفعتك أمور تخصك أنت وترفعك أنت ويجب أن تكون موجودة دائماً فيك بغض النظر إن تم تقديرها أم لا ..
فالشمس تشرق على الجميع سواء كانوا أولاد أصول أو سفهاء، ولا تهتم بمن يستقبل حرارتها ودفئها ..
ولكن أقول لك انتبه أن يتم استغلالك من قبل أحدهم بسبب هذه الصفات، فالحب والطيبة والعطاء يجب أن يقترنوا بالذكاء والحنكة والحزم ..
وأقول أيضاً، إفرح بمحبتك وكرمك وعطائك ذاتياً ولا تنتظر أن يقدرك أحدهم لكي تشعر بجمال صفاتك ..
أفرح بكونك عملة نادرة اليوم حقيقةً.. أنت من القلائل اليوم ذوي المعدن الذهبي الخالص ..
لا تخفض نورك وتكبت نفسك من أجل أهل الظلام، وبما أنك صفاتك صفات علوية وإشراقية فأنت في هذه الحالة في علاقة مباشرة مع خالق الكون وجزاؤك وعقابك تأخذها من مالك الكون عبر البشر ، فما البشر في هذه الحالة سوى أدوات لتعليم الدروس أو سكب النعم ..
أن تكون طيباً محباً كريماً يعني أن تكون من أهل الله، وأهل الله علاقتهم مباشرة معه.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى